أسباب حرب روسيا على أوكرانيا

كتب بواسطة: سلمى حمود | نشر في

بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في شهر فبراير 2022 وهذا النزاع يعكس توترات عميقة ومعقدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، تعود جذوره إلى القلق الروسي من توسع الناتو نحو الشرق الذي تعتبره موسكو تهديد مباشر لأمنها القومي، بالإضافة إلى ذلك ترى روسيا في أوكرانيا جزء من مجالها الثقافي والتاريخي وهذا يعزز من دوافعها للتدخل والصراع حول السيطرة على المناطق الغنية بالموارد في شرق أوكرانيا.

أسباب حرب روسيا على أوكرانيا

من الواضح أن الأهداف التي وضعها الرئيس الروسي بوتين في بداية الغزو قد شهدت تراجعًا مع مرور الوقت؛ حيث توقع أن الحرب ستنتهي بانتصار سريع، لم يكن بوتين قادرًا حتى على وصفها كغزو أو حرب بل فضل استخدام مصطلح عملية عسكرية خاصة، لكن ما يتضح هو أن بوتين يعتبر هذه المرحلة نقطة تحول حاسمة في تاريخ روسيا، ويقول رئيس الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين مستقبل روسيا ومكانتها في العالم يتوقفان على هذه اللحظة، ومن أهم أسباب حرب روسيا على أوكرانيا:

كان الهدف الأولي لبوتين هو اجتياح أوكرانيا وإسقاط حكومتها وإنهاء طموحها في الانضمام إلى حلف الناتو، وأخبر بوتين الشعب الروسي أن هدفه هو نزع سلاح أوكرانيا وتجريدها من النازية لحماية ممن وصفهم بضحايا ثماني سنوات من التنمر والإبادة الجماعية من قبل الحكومة الأوكرانية وأكد ألا توجد نية لاحتلال الأراضي الأوكرانية أو فرض أي شيء بالقوة.
لكن لم يكن هناك نازيون أو إبادة جماعية، وفرضت روسيا سيطرتها بقوة وحشية على العديد من المدن والبلدات مما أدى إلى توحد الأوكرانيين في معارضة الاحتلال، وعلى الرغم من استمرار القصف تشير التقارير الأخيرة من محادثات السلام إلى أن روسيا لم تعد تسعى لإسقاط الحكومة الأوكرانية بل أصبحت تسعى إلى جعل أوكرانيا دولة محايدة.

نتائج الحرب بين روسيا وأوكرانيا

مر عامان منذ انطلاق الحرب في أوكرانيا ولا يبدو أن هناك أفقاً لنهايتها في القريب العاجل، وفيما يلي أهم نتائج الحرب:

لا توجد رؤية واضحة بين البلدين أو بين أي من حلفائها بشأن التوصل إلى حل سلمي.
تستمر كييف في التأكيد على حقها في استعادة جميع أراضيها المعترف بها دوليًا وطرد القوات الروسية.
من جهة أخرى تعتبر موسكو أوكرانيا دولة غير شرعية وستبقى قواتها متمسكة بأهدافها حتى تحقيقها.
شهد الشتاء الماضي تصاعدًا في الصراع مما أدى إلى خسائر كبيرة على الجانبين.
بعد بضعة أشهر من الاجتياح الروسي الشامل قبل عامين تمكنت القوات الأوكرانية من صد الهجمات الروسية في شمال البلاد وحول العاصمة كييف، واستعادت لاحقاً أراضي واسعة في الشرق والجنوب.
حاليًا تمركزت القوات الروسية في مواقع محصنة بينما يشير الأوكرانيون إلى أن مخزونهم من الذخيرة يوشك على النفاد.
كما يشير بعض المراقبين إلى أن الوضع العسكري الأوكراني صعب، بما في ذلك إقالة القائد العام للقوات المسلحة فاليري زالوجني ودعم عدد من المدونين العسكريين للكرملين.
في منتصف فبراير انسحبت القوات الأوكرانية من مدينة أفدييفكا شرق البلاد بعد قتال مستمر واعتبرت القوات الروسية هذا الانسحاب انتصار كبير نظرً للموقع الاستراتيجي لأفدييفكا الذي يتيح لها المزيد من التقدم.
من جهة أخرى ترى كييف أن الانسحاب كان بهدف حماية أرواح جنودها مع الإقرار بتفوق روسيا في العدد والعتاد.
تمثل معركة أفدييفكا أكبر انتصار لروسيا منذ استيلائها على باخموت في مايو الماضي، تقع أفدييفكا على بعد 20 كيلومتر شمال غرب دونيتسك التي سيطرت عليها روسيا في 2014.
ورغم أهمية هذا الانتصار إلا أنه ضئيل مقارنة بالطموحات الروسية المعلنة في فبراير 2022، عندما كان الإعلام الروسي يروج لقدرة روسيا على السيطرة على كييف خلال ثلاثة أيام من بدء الحرب.
حاليًا تظل 18% من الأراضي الأوكرانية تحت السيطرة الروسية.

متى تنتهي حرب روسيا وأوكرانيا

من المتوقع أن تستمر الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فرض نفسها كأولوية قصوى على الساحة الروسية، حيث تقترب من إتمام عامها الثالث دون أي بادرة واضحة نحو حل سياسي، وفيما يلي الإجابة عن السؤال:

يبدو أن النزاع قد دخل في مرحلة معقدة تتسم بالتصلب وجعل العودة إلى الوراء أمر صعب.
إذ يرى بعض المراقبين الروس أن الوضع الحالي يشير إلى استدامة الحرب لفترة طويلة دون أي مؤشرات قوية على إمكانية التوصل إلى تسوية قريبة.
الخبير الاستراتيجي رولاند بيجاموف الذي يتابع تطورات الصراع عن كثب يعبر عن تشاؤمه بشأن إمكانية انتهاء الحرب هذا العام.
فهو يرى أن التحديات الحالية والمعطيات على الأرض تجعل من غير المحتمل حدوث تحول جذري يفضي إلى نهاية النزاع في القريب العاجل.

اقرأ المزيد