فقدان الشهية عند الأطفال بين عمر السنتين والست سنوات

كتب بواسطة: ليلى مزهر | نشر في

يُعد فقدان الشهية لدى الأطفال بين عمر السنتين والست سنوات من المشكلات الشائعة التي تُقلق العديد من الآباء والأمهات، وفي هذه المرحلة العمرية الحساسة يتعرض الأطفال لتغييرات كبيرة في نموهم الجسدي والعقلي، وقد تؤثر هذه التغيرات على عاداتهم الغذائية.

أسباب فقدان الشهية عند الأطفال

على الرغم من أن فقدان الشهية يمكن أن يكون مؤقتًا وطبيعيًا في بعض الأحيان، إلا أن فهم الأسباب الكامنة وراءه والطرق الممكنة للتعامل معه يعد أمرًا بالغ الأهمية لضمان النمو الصحي للطفل، وسنتناول الأسباب المحتملة لفقدان الشهية عند الأطفال، إضافة إلى بعض النصائح والحلول التي يمكن للأهل اتباعها:

1. النمو الطبيعي وتباطؤ معدل النمو

من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الشهية عند الأطفال بين عمر السنتين والست سنوات هو تباطؤ معدل النمو.
في السنوات الأولى من حياة الطفل ينمو بسرعة كبيرة ويحتاج إلى كمية كبيرة من الطعام لدعم هذا النمو.
لكن بعد سن الثانية يبدأ معدل النمو في التباطؤ تدريجيًا، مما يؤدي إلى انخفاض طبيعي في احتياجات الطفل الغذائية.
هذا الأمر قد يترجم إلى انخفاض في شهيته، وهو أمر طبيعي ولا يدعو للقلق في الغالب.

2. القلق أو التوتر

التوتر أو القلق العاطفي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على شهية الطفل.
قد يشعر الطفل بالضيق نتيجة لتغييرات في بيئته المحيطة مثل بدء الحضانة أو الروضة أو مشكلات أسرية.
قد يكون الطفل غير قادر على التعبير عن مشاعره بالكلام، ويظهر ذلك في شكل فقدان للشهية.

3. العوامل الصحية

الأسباب الصحية سواء كانت حالات مرضية مؤقتة مثل نزلات البرد أو التهاب الحلق أو مشاكل صحية طويلة الأمد مثل فقر الدم أو الحساسية الغذائية قد تؤدي إلى فقدان الشهية.
كما أن بعض الأدوية قد تكون لها تأثيرات جانبية تتضمن تقليل الشهية.

4. العادات الغذائية الخاطئة

تأثير البيئة المحيطة بالطفل، بما في ذلك تناول الوجبات السريعة أو المشروبات الغازية والحلوى بكميات كبيرة يمكن أن يؤثر سلباً على شهيته.
إن الاعتماد على هذه الأطعمة الفارغة يجعل الطفل أقل رغبة في تناول الأطعمة الصحية والمغذية.

5. الاستقلالية والرغبة في التحكم

في عمر السنتين إلى الست سنوات يبدأ الأطفال في تطوير شعور بالاستقلالية، وهذا يشمل أيضاً اختيارهم للطعام.
قد يرفض الطفل تناول الطعام كوسيلة لإظهار السيطرة أو تحدي القواعد المفروضة عليه.

نصائح للتعامل مع فقدان الشهية عند الأطفال

من خلال اتباع النصائح واستشارة الطبيب عند الضرورة يمكن للأهل ضمان حصول الطفل على التغذية السليمة التي تدعم نموه وتطوره بشكل صحي:

إذا استمر فقدان الشهية لفترة طويلة دون تدخل مناسب، فقد يؤثر ذلك سلباً على صحة الطفل ونموه.
يمكن أن يؤدي ذلك إلى نقص في الوزن أو الإصابة بنقص في الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل الحديد والكالسيوم، ومثل هذه الحالات قد تؤثر سلباً على تطور الطفل الجسدي والعقلي.
من المهم أن يتحلى الآباء بالصبر عند التعامل مع فقدان الشهية عند الطفل، والضغط على الطفل لتناول الطعام قد يأتي بنتائج عكسية ويزيد من رفضه للطعام، ويُفضل تشجيع الطفل بلطف دون إكراه.
من المفيد وضع جدول منتظم للوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة، ويجب أن تكون هذه الوجبات متوازنة وصحية، وأن تتضمن تشكيلة متنوعة من العناصر الغذائية.
كما يمكن تجنب تقديم الحلوى أو المشروبات الغازية قبل الوجبات الرئيسية، حتى لا تشبع الطفل دون فائدة غذائية.
تقديم الطعام بطريقة مبتكرة وجذابة يمكن أن يساعد على زيادة اهتمام الطفل، ويمكن تقطيع الفواكه والخضروات بأشكال مرحة أو استخدام الألوان الزاهية لجعل الوجبة أكثر إغراءً.
ينبغي للأهل أن ينتبهوا إلى الإشارات التي يُظهرها الطفل بشأن جوعه أو شبعه، ويجب على الأهل تقديم الطعام فقط عندما يكون الطفل جائعًا، وتجنب إطعامه عندما لا يكون مستعداً.
يؤثر سلوك الأهل بشكل كبير على عادات الطفل الغذائية، وإذا رأى الطفل والديه يتناولان الأطعمة الصحية ويستمتعان بها، فإنه قد يكون أكثر ميلاً لتقليدهم.
إذا استمر فقدان الشهية لفترة طويلة، وكان له تأثير واضح على صحة الطفل، فمن الضروري استشارة الطبيب.
قد يحتاج الطفل إلى فحص شامل للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية تؤثر على شهيته.

متى يجب القلق؟

بينما يعد فقدان الشهية الطفيف في هذه المرحلة العمرية أمرًا طبيعيًا هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة أكبر وتستدعي استشارة الطبيب، ومن بين هذه العلامات:

فقدان الوزن أو عدم اكتساب الوزن المناسب.
التعب المستمر أو نقص النشاط.
رفض جميع أنواع الأطعمة، بما في ذلك الأطعمة المفضلة للطفل.
ظهور أعراض أخرى مثل الحمى أو الغثيان أو الإسهال.

اقرأ المزيد