رحلة استكشافية لمعبد حتشبسوت في الأقصر

رحلة استكشافية لمعبد حتشبسوت في الأقصر
كتب بواسطة: حميد صالح | نشر في  twitter

يعد معبد حتشبسوت في الأقصر من أبرز الآثار المصرية القديمة التي أبهرت علماء الآثار حول العالم، والسبب في ذلك العبقرية الهندسية التي تظهر في جميع تفاصيل المبنى الذي بقي صامدًا في وجه الزمن لما يقرب من ثلاثة آلاف وخمسمائة عام، ويمكن عند زيارة هذا المتحف استشعار عظمة المصريين القدماء في البناء والتشييد.

استكشاف معبد حتشبسوت في الأقصر

أمرت ملكة مصر القديمة حتشبسوت (حوالي 1473 – 1458 ق.م)، ببناء هذا المعبد العظيم في منطقة الدير البحري، التي تقع على ضفة النيل الغربية في الأقصر، بحيث يكون موقعه مقابلًا لمعبد الكرنك الحرم الرئيسي لآمون الموجود على الضفة الشرقية.


إقرأ المزيد:عاجل.. موظفو التعليم يطالبون بإلغاء نظام التصنيف الإجباري في "فارس"مروان الصحفي يلفت الأنظار في بلجيكا.. أندية أوروبية تتنافس عليه

تمت تسمية معبد حتشبسوت قديمًا جسر جسرو والتي تعني أقدس المقدسات باللغة المصرية القديمة، وقد عمد على تصميمه المهندس المصري الشهير سننموت الذي حمل الكثير من الألقاب منها مدير أملاك آمون.

تم بناء المعبد لكي يكون معبدًا جنائزيًا للملكة ولكي تقام فيه الطقوس بعد وفاتها عندما تتحول إلى المعبود أوزير، وعلى الرغم من ذلك لم يكن مخصصًا لها وحدها وإنما كانت هناك أجزاء مخصصة لوالدها الملك تحتمس الأول، والمعبودة حتحور والمعبود أنوبيس.

عند النظر إلى جدران المعبد نجد نقوش تمثل المراسم الجنائزية التي كانت تقام فيه إلى جانب طقوس الأعياد الدينية، وكذلك نقل المسلات من المحاجر إلى معبد الكرنك، ولعل أكثر المناظر تميزًا النقش يمثل بعثة حتشبسوت إلى بلاد بونت.

تاريخ معبد حتشبسوت

تم تشييد هذا المعبد في مدة تقدر بخمسة عشر عامًا من حكم الملكة بين سنة حكمها السابعة حتى الثانية والعشرين، وكان المهندس المصري سننموت في منصب رئيس البلاط في عهدها وهو الذي صممه وأشرف على بنائه بأوامر منها، وقد تم رفع الأنقاض للمرة الأولى خلال الأعوام 1903 – 1906 على يد أوغوست مريت.

خلال السنوات 1911 - 1931 تمت بعض عمليات الحفر على يد هربرت فينلوك المبعوث من قبل متحف متروبوليتان للفنون الأمريكي بالتعاون مع إميل باريز بتفويض من مصلحة الآثار المصرية، ودون فينلوك أعماله في كتاب حفريات الدير البحري 1911-1931 في عام 1942.

أقسام معبد حتشبسوت

معبد حتشبسوت يتكون من ثلاثة مستويات، لكلٍ منها صف من الأعمدة في نهايته، أما المستوى الأعلى نجد فناء مفتوح خلف صف الأعمدة، في مقدمتها تماثيل لحتشبسوت بهيئة المعبود أوزير إله الموتى ونتعرف على أقسام المعبد تفصيلًا فيما يلي:

أولًا: بوابة محراب هاتور

في نهاية فناء المعبد نجد رواق ضيق يؤدي إلى محراب هاتور، كما نجد أن نهايات الأعمدة الوسطية من الأعلى عليها رؤوس هاتور، وفي نهاية هذا الرواق يدخل الزائر إلى بهو أعمدة به محراب على الحائط في جهة اليمين، كما توجد نقوش لهاتور تمثلها في هيئة بقرة مع نقوش لموكب مقدس.

ثانيًا: محراب أنوبيس

من أهم المناظر التي تم نقشها على أحد جدران المعبد سوكر وتحتمس الثالث في مشهد يقدم فيه تحتمس لسوكر البخور والنبيذ، كما يمكن مشاهدة محراب انوبيس في منتهى الرواق الثاني إلى اليمين وما يميز هذا الرواق أن به إثنى عشر عمودًا.

أما الحائط في جهة اليمين وُجدت عليه نقوش تُظهر الملكة حتشبسوت، ولكنها غير واضحة بفعل عوامل العرية ومرور الزمن، بينما في الجزء الداخلي من نفس الحائط تم اكتشاف نقوش تُظهر أوزوريس ورع حوراختي ونخت وحتشبوت، بالنسبة إلى الحائط المقابل توجد نقوش تبين تقديم القرابين إلى أنوبيس.

على جوانب الفناء توجد زاويتين اليمنى عليها نقوش تُظهر تحتمس الثالث يقدم قرابين إلى سوكر وهذا الرواق يؤدي إلى غرفة مستطيلة خالية، والهدف من هذه النقوش إظهار المراسم الدينية في هذا العصر وكذلك الطقوس الجنائزية.

ثالثًا: مقدس الشمس

يتكون مقدس الشمس من فناء مفتوح وبه درج في نهايته مائدة القرابين، عند الدخول إلى هذا الفناء من باب الطابق الثالث، أما الجدران فقد تم تزيين أحدها برحلة الشمس الليلية التي تتمثل في ركوب رع قاربًا من وقت الغروب إلى وقت الشروق، وبالنسبة إلى باقي جدران الحجرة فليست مزينة.

رابعًا: محراب حتشبسوت وتحتمس الأول

يعتبر هذا المحراب من أكبر ويمكن رؤيته على الجدار المقابل لمدخل المحراب وهو أشبه بباب مزيف تمت صناعته من الجرانيت، بالنسبة إلى السقف فهو على شكل قبوة، وقد طمست معظم رسومات الحائط. ومن الباب المؤدي إلى محراب حتشبسوت يدخل باب إل محراب تحتمس الأول (والدها)، وزينة المحراب ليست واضحة.

خامسًا: محراب أمون رع

يمكن الوصول إلى محراب أمون رع من خلال باب كبير تمت صناعته من الجرانيت، كما توجد في هذه الحجرة تماثيل للملكة حتشبسوت ولكن بدون رأس بسبب الزلازل وعوامل التعرية ومن المرجح أن هذه الرؤوس قد تمت سرقتها بعد سقوطها.

قد توقع علماء المصريات العثور على تمثالين آخرين للملكة حتشبسوت ولكنهما غير موجودان، أما عن المدخل الخلفي المؤدي إلى الحجرات الأخرى للمحراب كان يستخدم في أيام حتشبسوت في دخول الموكب الآتي من معبد الوادي إلى محراب أمون رع.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية