تفسير اية وقضينا الى بني إسرائيل
وردت الكثير من الآيات في القرآن الكريم عن بني إسرائيل، حيث ذكرت في سورة البقرة وسورة المائدة وسورة الإسراء، وغيرها الكثير من الآيات القرآنية الأخرى، حيث يحتوي القرآن على قصة بني إسرائيل كاملة، ونتعرف عبر موقعنا على تفسير آية وقضينا إلى بني إسرائيل.
تفسير اية وقضينا الى بني إسرائيل
ذكر الله عز وجل نعمه على بني إسرائيل حيث أنزل عليهم التوراة، وجعله هدى لهم، ولكنهم لم يهتدوا ووقعوا في الفساد؛ لذا قال تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)، ووردت الآية الكريمة في سورة الإسراء.
إقرأ المزيد:العرب والنجوم: علاقة وجود وحياة ! علاقة وثيقة تمتد إلى يومنا هذا!مجدى عبد الغني السيرة الذاتية كاملة
المسألة الأولى في آية وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ
المسألة الأولى في الآية هي القضاء في اللغة، أي أنها عبارة عن قطع الأشياء عن إحكام، ويقصد بقوله تعالى (وَقَضَيْنَا): أعلمناهم وأخبرناهم، وجاءت كلمة (إِلَىَ) صلة للإيحاء.
ويقصد في قوله (لَتُفْسِدُنّ): بأن بني إسرائيل يريد المعاصي ومخالفة أحكام كتاب التوراة، قصد عز وجل في قوله (في الأرض): أرض مصر، معنى (وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً): هو أن استعلاء بني إسرائيل على الناس استعلاء عظيم ودون حق.
المسألة الثانية في آية وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ
احتج البعض بهذه الآية على صحة القول في القضاء والقدر من عدة أوجه في الاستدلال بهذه الآية، ونتعرف عليها فيما يلي:
1- الوجه الأول
قال تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً)، وهنا القضاء أقل من احتمالات الحكم الجزم والخبر المحتم، فقد ثبت ان الله عز وجل أخبر عن بني إسرائيل أنهم سيقدمون الفساد والمعاصي كخبر جزم، كما أكد كثيرًا على ذلك القضاء.
وإن ثبت عدم وقوع الفساد من بني إسرائيل ينقلب صدق خبر الله عز وجل، وهذا محال، حيث إن إقدام بني إسرائيل على الفساد واجب وإلزام لا يقبل النسخ أو الرفع، على الرغم كمن أنهم كلفوا بترك الفساد ولعنوا على ارتكابه؛ مما يبرهن على أن الله يأمر بالشيء ويصد عنه، وذلك أحد وجود الاستدلال بالآية.
2- الوجه الثاني
الوجه الثاني في قوله تعالى (بعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)، والمقصود هنا هو أن الأشخاص الذين تسلطوا على بني إسرائيل بالقتل والسرقة والنهب، بعثهم الله عز وجل بسبب المعاصي العظيمة التي ارتكبوها، وتدل تلك الآية على أن الخير والشر والطاعة والمعصية تأتي من الله عز وعلا.
إجابة الجبائي على بعَثْنَا عَلَيْكُمْ
قام الجبائي بالإجابة على (بعَثْنَا عَلَيْكُمْ) من وجهين، ونتعرف عليهما فيما يلي:
- الوجه الأول: هو أن الله عز وجل أمر أولئك الأشخاص بغزو بني إسرائيل بسبب فسادهم.
- الوجه الثاني: هو أن المراد من البعث التخلية وعدم المنع.
ذكر الله تعالى بني إسرائيل في العديد من الآيات القرآنية، وقد تعرفنا عبر مقالنا على تفسير اية وقضينا الى بني إسرائيل، كما تعرفنا على المسائل في تلك الآية، وتعرفنا على إجابة الجبائي على "بعَثْنَا عَلَيْكُمْ".