رحلة إلى معبد أبو سمبل: جولة مع عظمة الحضارة

رحلة إلى معبد أبو سمبل
كتب بواسطة: لميس احمد | نشر في  twitter

أحد أبرز المعابد الأثرية حول العالم والتي تعبر عن أوج الحضارة المصرية القديمة وما مثلته من إنجازات في فنون التصميم والعمارة بشكل إبداعي، وعلى الرغم من تعرض المتحف قديما إلي خطر الغرق فقد تم انقاذة بواسطة إعجاز هندسي مصري هام على يد امهر المهندسين في الستينات، ليكون بوابة تاريخية أمام السياح من كل أنحاء العالم.

 

رحلة إلى معبد أبو سمبل: جولة في العظمة


إقرأ المزيد:براتب تنافسي...فرصة وظيفية لحملة الدبلوم من مؤسسة "حامد سعود العتيبي" للمقاولات "من هنا"إجراءات استخراج عقد عمل للعرب في السويد

يقع معبد أبو سمبل على الضفة الغربية من بحيرة ناصر، على بعد حوالي 290 كيلو متر من جنوب غرب أسوان، ويعتبر الموقع من ضمن آثار النوبة التي تم إدراجها ضمن  قائمة منظمة اليونسكو العالمية، وقد بدء بناء المعبد في عهد رمسيس الثاني ضمن العديد من الصروح الهامة التي أنشئت في عهده، وقد اشتهر معبد أبو سمبل عالمياً ويحتوي على معبدين الكبير وهو مخصص للملك رمسيس الثاني، والمعبد الصغير من أجل زوجته الملكة نفرتاري.

بدأت أعمال البناء في المعبد عام 1264 قبل الميلاد وقد استمرت حوالي 20 عامًا وعرف باسم معبد الملك رمسيس المحبوب من آمون، ومع مرور الوقت هجر المعبد، وذلك حتى عام 1813، عندما قام المستشرق جي أل بورخاردت باكتشاف المعبد الرئيسي، وقد أخبر المستكشف بورخاردت صديقه الإيطالي جيوفاني بيلونزي، الذين سافروا معه إلي الموقع، وفي عام 1817 نجح في الدخول إلى مجمع معبد أبو سمبل.

إعادة تأهيل معبد أبو سمبل

تعرض المعبد للخطر ضمن الآثار الجنوبية الأخرى وذلك بسبب ارتفاع مياه نهر النيل و حدوث الفيضان، الأمر الذي نتج عنه بدأ حملة تبرعات على مستوى دولي لأجل إنقاذ معبد أبو سمبل من الغرق، وبالفعل بدأت عمليات الإنقاذ عام 1964، والتي قد تكلفت حوالي 40 مليون دولار واستمرت حتى عام 1968.

وقد تم تقطيع كل أجزاء الموقع إلى كتل كبيرة وصلت أوزانها إلى نحو 30 طن، وقد تم تفكيكها ثم إعادة تركيبها داخل الموقع الجديد وكان ذلك على ارتفاع نحو 65 مترًا وحوالي 200 متر من فوق مستوى النهر، واعتبرت تلك العملية من أعظم الأعمال التي تمت في الهندسة الأثرية في العصر الحديث كما تم إنقاذ العديد من الهياكل الأثرية الموجودة في مياه بحيرة ناصر.

اليوم، يزور السياح من كافة أنحاء العالم معبد ابو سمبل يوميًا، من خلال الحافلات لرؤية المجمع من معبد ابو سمبل والمكون من معبد مخصص من أجل ثلاثة آلهة عبدت في مصر في ذلك الوقت، وهم رع وبتاح وآمون، وقد تميز المعبد الكبير بوجود أربعة تماثيل ضخمة خاصة للملك رمسيس الثاني.

المعبد الصغير

أما المعبد الصغير الذي يضمه أبو سمبل فيسمي معبد حتحور ونفرتاري، أو المعبد الصغير، وهو يقع على بعد مائة متر فقط من شمال شرق المعبد الكبير معبد رمسيس الثاني، وقد تم تخصيصه من أجل النثر حتحور ورمسيس وزوجته نفرتاري، وقد كانت تلك هي المرة الثانية التي يكرس فيها  معبد من أجل ملكة خلال تاريخ مصر القديمة، حيث كانت  الأولى وقت الملك أخناتون والذي خصص معبدًا من أجل زوجته نفرتيتي.

وقد تزين بمجموعة قطع صخرية وهي مزخرفة وتفصل بينها بوابة كبيرة، وقد بلغ ارتفاع التماثيل الخاصة بالملك والملكة نحو عشرة أمتار، ويوجد على جانب البوابة تماثيل خاصة للملك يرتدي فيها التاج الأبيض تاج الجنوب صعيد مصر والتاج المزدوج للشمال، ويحيط بهما تماثيل للملكة، وقد جاء تمثال الملك والملكة متساويان في الحجم، ففي العادة في الفن المصري، كانت كل تماثيل الملكات تقف بجانب الفرعون ولكنها لا تتجاوز في الطول الركبتين.

وذلك الاستثناء عكس أهمية الملكة نفرتاري لدي رمسيس الثاني، كما يحتوي المعبد بالتحديد الكبير على مجموعة تماثيل صغيرة لكل من الأمراء والأميرات جانب والديهم في وضع متوازن، وفي يسار البوابة يوجد الأمراء ميري أتوم والامير مرير، ثم الأميرات ميريت آمون والاميرة هنتاي، بينما الأمراء راح يرون مف والأمير آمون هر في الناحية الشمالي ويعتبر بشكل عام تصميم المعبد الصغير عبارة عن نسخة بسيطة من المعبد الكبير في أبو سمبل، وقد عبر عن مدى روعة الهندسة المعمارية والتصميم الذي وصل إليه المصري القديم، الأمر الذي أثار دهشة العالم حتى الآن.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية