دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.. لماذا سميت دول الحلفاء بهذا الاسم؟

دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.
كتب بواسطة: ليلى مزهر | نشر في  twitter

شهد العالم في القرن العشرين حربين عالميتين كبيرتين غيرتا مجرى التاريخ، والحرب العالمية الثانية التي اندلعت في عام 1939 واستمرت حتى عام 1945 كانت من أعنف الصراعات وأكثرها تأثيرًا على الشعوب والدول، وخلالها انقسمت الدول المتحاربة إلى طرفين رئيسيين دول المحور ودول الحلفاء بينما تميزت دول المحور بتمركزها حول ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية واليابان الإمبراطورية جاءت كرد فعل على سياسات هذه الدول التوسعية والعدوانية.

ما هي دول الحلفاء؟

دول الحلفاء هي تلك الدول التي اتحدت في جبهة واحدة لمواجهة توسع وعدوان دول المحور خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت هذه الدول تشمل أساسًا المملكة المتحدة والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، بالإضافة إلى عدد من الدول الأخرى التي انضمت إلى التحالف على مدار سنوات الحرب. 
إقرأ المزيد:إلغاء حساب المواطن بدايةً من الشهر المقبل.. الموارد البشرية توضح التفاصيلالمفهوم القانوني للجريمة في المملكة العربية السعودية

رغم أن هذه الدول كانت تختلف في نظامها السياسي والاقتصادي وحتى في توجهاتها الإيديولوجية، إلا أن الخطر المشترك الذي كانت تمثله دول المحور جعلها تتغاضى عن خلافاتها وتتحد.

لماذا سميت بـ"دول الحلفاء"؟

تعود تسمية "الحلفاء" إلى فكرة التحالف المشترك الذي نشأ بين هذه الدول بهدف محدد، وهو القضاء على تهديد دول المحور والحفاظ على الاستقرار والسلام العالمي، ولم يكن التحالف مجرد اتفاق عسكري بين هذه الدول، بل كان يشمل تنسيقًا على مستويات عدة؛ سياسية واقتصادية وعسكرية، وسُمي هذا التحالف بـ"الحلفاء" تعبيرًا عن الروح المشتركة والتعاون الوثيق بين هذه الدول لمواجهة العدو المشترك.

من المهم الإشارة إلى أن مصطلح "الحلفاء" كان مستخدمًا من قبل في الحرب العالمية الأولى (1914-1918) للإشارة إلى التحالف الذي ضم بريطانيا وفرنسا وروسيا، وهو ما أعطى شرعية أكبر لاستخدامه مرة أخرى في الحرب العالمية الثانية.

الدول الرئيسية في الحلفاء

عندما نتحدث عن دول الحلفاء من الضروري أن نفهم الأسباب التي دفعت هذه الدول إلى التحالف رغم الاختلافات الكبيرة بينها، وأحد الأسباب الرئيسية كان الخطر الداهم الذي كانت تشكله دول المحور على الاستقرار الدولي. 

ألمانيا بقيادة أدولف هتلر كانت تسعى إلى توسع إمبراطوري في أوروبا على حساب الدول المجاورة، بينما كانت اليابان تحاول توسيع نفوذها في منطقة المحيط الهادئ وآسيا، ومن الدول الرئيسية في الحلفاء:

المملكة المتحدة: 

كانت بريطانيا في مقدمة الدول التي تصدت لألمانيا النازية منذ بداية الحرب، وبفضل موقعها الجغرافي كجزيرة وحلفائها، استطاعت المملكة المتحدة الصمود أمام الهجمات الألمانية الجوية المعروفة بـ"معركة بريطانيا"، وكان رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل من أبرز الشخصيات القيادية التي ساهمت في تعزيز التحالف ضد هتلر.

الاتحاد السوفيتي: 

في بداية الحرب وقعت ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي اتفاقية عدم اعتداء تُعرف بـ"اتفاقية مولوتوف-ريبنتروب"، إلا أن ألمانيا نقضت الاتفاق في عام 1941 وهاجمت السوفييت، وبعد هذا الهجوم انضم الاتحاد السوفيتي إلى دول الحلفاء، ولعب دورًا محوريًا في الحرب من خلال مواجهته لألمانيا على الجبهة الشرقية.

الولايات المتحدة الأمريكية:

رغم أن الولايات المتحدة كانت تتبع سياسة الحياد في بداية الحرب، إلا أن الهجوم الياباني على قاعدة بيرل هاربر في ديسمبر 1941 دفعها للدخول في الحرب بشكل رسمي، وانضمت الولايات المتحدة إلى الحلفاء وأصبحت أحد أكبر المساهمين في الجهود العسكرية والاقتصادية التي أدت في النهاية إلى انتصار الحلفاء.

فرنسا: 

كانت فرنسا من أوائل الدول التي وقفت في وجه ألمانيا، إلا أنها سقطت بسرعة في يد القوات النازية عام 1940، ورغم ذلك استمر الفرنسيون الأحرار بقيادة شارل ديغول في النضال ضد الاحتلال النازي من خلال تشكيل حكومة مؤقتة في المنفى والعمل على تحرير فرنسا بالتعاون مع الحلفاء الآخرين.

أهداف التحالف

رغم أن الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة كانتا على خلاف إيديولوجي (حيث أن الاتحاد السوفيتي كان نظامًا شيوعيًا بينما الولايات المتحدة كانت تمثل الرأسمالية الديمقراطية)، إلا أن هجوم دول المحور جعلهما تضعان هذه الخلافات جانبًا والتعاون لمواجهة التهديد المشترك، وكان لدول الحلفاء عدة أهداف مشتركة في حربهم ضد دول المحور، منها:

  • الهدف الأساسي كان القضاء على العدوان العسكري الذي تمارسه دول المحور، وبالنسبة لكل دولة من دول الحلفاء كان حيويًا للبقاء على قيد الحياة وحماية حدودها وسيادتها.

  • بعد الانتصار في الحرب كان الهدف التالي هو إعادة بناء النظام الدولي بما يضمن منع تكرار مثل هذه الصراعات المدمرة، وكانت هي الدافع لتأسيس منظمة الأمم المتحدة في أعقاب الحرب.

  • أرادت دول الحلفاء تقديم القادة والمسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب إلى العدالة، وتم بالفعل تأسيس محاكم نورمبرغ بعد انتهاء الحرب لمحاكمة مجرمي الحرب النازيين.

نتائج التحالف

نجح التحالف بين دول الحلفاء في تحقيق النصر على دول المحور عام 1945 بعد سلسلة من المعارك الكبرى التي غيرت مجرى الحرب، وانتهت الحرب باستسلام ألمانيا في مايو 1945 واستسلام اليابان في أغسطس من نفس العام بعد استخدام الولايات المتحدة القنابل الذرية في هيروشيما وناجازاكي.

لم يكن هذا النصر ممكنًا لولا التعاون الوثيق بين دول الحلفاء الذي لم يقتصر على الجبهات العسكرية، بل شمل أيضًا الدعم الاقتصادي واللوجستي بين الدول المختلفة، وانتهت الحرب بتحقيق الأهداف الرئيسية لدول الحلفاء: هزيمة المحور، وإعادة بناء النظام الدولي، وتحقيق العدالة.  

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية