الكنيسة المعلقة في القاهرة: رمز تاريخي وديني عريق

الكنيسة المعلقة في القاهرة
كتب بواسطة: محمد عطية | نشر في  twitter

تعتبر الكنيسة المعلقة في القاهرة واحدة من أقدم وأشهر المعالم المسيحية في مصر، حيث تجمع بين العمق التاريخي والرمزية الدينية التي تجسد مكانة الكنيسة القبطية في تاريخ مصر، وتقع في منطقة "مصر القديمة" التي تضم العديد من الآثار الإسلامية والقبطية، وهي تعتبر معلمًا سياحيًا وثقافيًا يجذب السياح والمصلين على حد سواء، ويعود تاريخ بناؤها إلى القرن الثالث الميلادي، وتعد من أهم الكنائس التي بنيت على الطراز المعماري القبطي.

لماذا سميت بالكنيسة المعلقة؟

سميت الكنيسة المعلقة بهذا الاسم لأنها بنيت على قمة بوابة حصن بابليون أحد الحصون الرومانية التي كانت تشرف على منطقة القاهرة القديمة، وكونها معلقة فوق الحصن يجعلها تبدو وكأنها معلقة في الهواء، مما يضفي عليها طابعاً فريداً وجمالاً معمارياً رائعاً، ويتسنى للزائر الوصول إليها عبر درج حجري طويل، والذي يعزز الإحساس بارتفاع الكنيسة عن مستوى الأرض المحيطة بها.


إقرأ المزيد:هل تُصدق؟ "واحة بريدة" .. رئة خضراء في قلب الصحراء تُنافس غابات العالم! العرب والنجوم: علاقة وجود وحياة ! علاقة وثيقة تمتد إلى يومنا هذا!

تاريخ الكنيسة المعلقة

يرجع تاريخ بناء الكنيسة المعلقة إلى الفترة ما بين القرن الثالث والرابع الميلادي، وقد شهدت عدة مراحل من التوسع والترميم عبر العصور، ويُعتقد أنها بُنيت في البداية على أنقاض معبد فرعوني قديم، وهو ما يعكس تعاقب الحضارات والثقافات المختلفة في مصر، ومع مرور الزمن أصبحت مركزاً دينياً وثقافياً هاماً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث كانت مقراً لبطريرك الإسكندرية لبعض الوقت.

خلال فترة الحكم الروماني والبيزنطي كانت الكنيسة محط اهتمام خاص نظراً لموقعها الاستراتيجي وقربها من نهر النيل، ومع دخول الإسلام إلى مصر حافظت على مكانتها، بل وازدادت أهميتها في ظل الاحترام المتبادل بين المسلمين والمسيحيين في تلك الحقبة.

تصميم ومعمار الكنيسة المعلقة

تعتبر الكنيسة المعلقة نموذجاً رائعاً للعمارة القبطية القديمة، حيث تمزج بين البساطة والجمال في تصميمها الداخلي والخارجي. 

  • تمتاز الكنيسة بسقفها الخشبي المميز الذي يأخذ شكل سفينة مقلوبة، وهي إشارة إلى سفينة نوح التي ترمز إلى الخلاص في التراث المسيحي. 

  • كما أن الجدران مزينة بالعديد من الأيقونات القبطية القديمة التي تجسد مشاهد من حياة المسيح والسيدة العذراء والقديسين.

  • تنقسم الكنيسة إلى ثلاثة أقسام رئيسية: القسم الأوسط وهو الأكبر، وقسمين جانبيين. 

  • في الجهة الأمامية من الكنيسة يوجد المذبح الرئيسي المصنوع من الرخام والذي يُعد من أبرز معالم الكنيسة. 

  • كما تحتوي الكنيسة على عدد من الأبواب الخشبية المزخرفة التي يعود تاريخ بعضها إلى القرن الخامس الميلادي.

  • تحتوي الكنيسة المعلقة على مجموعة من الأيقونات القبطية التي تعتبر من أروع الأعمال الفنية المسيحية في مصر. 

  • من أبرز هذه الأيقونات، أيقونة السيدة العذراء مريم وهي تحمل المسيح الطفل، وأيقونة السيد المسيح وهو يدخل القدس. 

  • تتميز هذه الأيقونات بأسلوبها الفني البسيط والألوان الزاهية التي تعكس عمق الروحانية القبطية.

  • إلى جانب الأيقونات توجد في الكنيسة العديد من الزخارف والنقوش التي تعكس التراث القبطي القديم. 

  • تُعد هذه الزخارف مثالاً على المهارة الفنية العالية التي تميز بها الحرفيون الأقباط في تلك الفترة. 

  • كما أن الكنيسة تحتوي على عدد من الأعمدة الرخامية التي تعزز الطابع المعماري الفريد للمبنى.

الكنيسة المعلقة ودورها الديني

تعد الكنيسة المعلقة من أكثر الأماكن المقدسة لدى الأقباط، حيث يقام فيها العديد من الاحتفالات الدينية والقداسات الخاصة كما أنها تُعد مركزاً رئيسياً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر والعالم، وكان لها دور كبير في تاريخ الكنيسة القبطية، إذ كانت مقراً لإقامة عدد من البطاركة. 

احتضنت العديد من الاجتماعات الكنسية الهامة التي ساهمت في تشكيل مسار الكنيسة على مر العصور، وإلى جانب دورها الديني تعد مقصدًا سياحيًا هامًا، ويزور آلاف السياح سنويًا من جميع أنحاء العالم للتعرف على تاريخها واستكشاف التراث القبطي العريق الذي تعكسه جدرانها وأيقوناتها.

أهمية الكنيسة المعلقة في التراث المصري

تمثل الكنيسة المعلقة رمزاً للتعايش الديني والثقافي في مصر، فهي تجسد التراث القبطي المسيحي الذي يندمج مع باقي التراثات الحضارية التي مرت بها مصر. 

  • يعتبر الحفاظ على الكنيسة وترميمها دليلاً على تقدير الدولة المصرية للتراث الثقافي والديني الذي تحتضنه.

  • في السنوات الأخيرة خضعت الكنيسة لعدد من أعمال الترميم والتطوير للحفاظ عليها من عوامل الزمن. 

  • تعتبر وزارة الآثار المصرية الكنيسة المعلقة واحدة من أهم المعالم التاريخية التي تستوجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة.

  • على مر السنين احتلت الكنيسة المعلقة مكانة خاصة في قلوب المصريين بمختلف طوائفهم. 

  • فهي ليست مجرد مبنى ديني، بل رمز للصمود والتعايش بين مختلف الديانات والثقافات في مصر. 

  • يمتد تأثير الكنيسة المعلقة إلى الثقافة الشعبية المصرية، حيث تظهر في العديد من الروايات والقصص والأفلام التي تعكس التراث القبطي المصري.

الزيارة إلى الكنيسة المعلقة

تستقطب الكنيسة المعلقة الزوار من مختلف الجنسيات، حيث تُعد واحدة من الوجهات السياحية الرائعة في القاهرة، وعند زيارتك يمكنك الاستمتاع بجولة داخلها للتعرف على تاريخها العريق والتمعن في تفاصيل العمارة القبطية الفريدة كما يمكنك الاستمتاع بالهدوء والسكينة التي تميز المكان، والذي يُعتبر ملاذًا روحيًا وسياحيًا في آن واحد.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية