دليل التاريخ في مدينة طيبة القديمة

التاريخ في مدينة طيبة القديمة
كتب بواسطة: عبده سعد | نشر في  twitter

مدينة طيبة القديمة، والتي تُعرف اليوم بالأقصر واحدة من أعظم مدن الحضارة المصرية القديمة، وتعد رمزًا للتاريخ الفرعوني الزاخر بالإنجازات المعمارية والثقافية والدينية، وشغلت موقعًا استراتيجيًا في قلب مصر العليا على ضفاف نهر النيل، وجعلت منها عاصمتها في أوج عظمتها السياسية والثقافية خلال عصر الدولة الوسطى والدولة الحديثة.

التاريخ في مدينة طيبة القديمة

كانت طيبة عاصمة لمصر خلال فترات مختلفة من التاريخ المصري، وخاصة في عصر الدولة الوسطى (2055-1650 ق.م) وعصر الدولة الحديثة (1550-1070 ق.م)، 
إقرأ المزيد:توضيح هام من "الجوازات" تتعلق بإسقاط العمالة المنزلية...تعرف على التفاصيلفي مكة المكرمة والباحة...تنبيهات من "الدفاع المدني" بعد رفع الإنذار إلى اللون الأحمر

  • أصبحت مركزًا سياسيًا ودينيًا وثقافيًا هامًا، وتميزت بطبيعتها الجغرافية المميزة، حيث كانت تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وهو ما سمح لها بالتحكم في التجارة مع دول النوبة والشرق الأدنى.

  • كان لهذه المدينة دورٌ محوريٌ في تعزيز القوة العسكرية والسياسية لمصر حيث شهدت بداية فترة طيبة توحيد مصر مرة أخرى تحت حكم الملك منتوحتب الثاني الذي أعاد الاستقرار بعد فترة من الاضطرابات في نهاية عصر الدولة القديمة.

  • في طيبة تركزت عبادة الآلهة المصرية القديمة، وعلى رأسها الإله آمون-رع، الذي أصبح المعبود الأعلى خلال فترة الدولة الحديثة، وكان معبد الكرنك في طيبة المركز الرئيسي لعبادة آمون-رع. 

  • يُعتبر الكرنك واحدًا من أعظم المجمعات الدينية في تاريخ البشرية، ويمثل جزءًا كبيرًا من تاريخ المدينة.

  • الكرنك لم يكن مجرد معبد ديني، بل كان أيضًا مركزًا ثقافيًا وسياسيًا. شارك الفراعنة الكبار، مثل أمنحتب الثالث، ورمسيس الثاني، وتحتمس الثالث في توسعته وتزيينه. 

  • كل واحد من هؤلاء الملوك أضاف بصمته الخاصة على هذا الصرح المعماري، حيث تم بناء الأعمدة العملاقة والمسلات والمعابد الثانوية في هذا المجمع الضخم.

  • من المواقع الدينية الهامة أيضًا في طيبة معبد الأقصر الذي بُني لآمون-رع أيضًا، ويعتبر المعبد تحفة فنية ومعمارية، ويعكس قدرة المصريين على دمج الفن والدين في مبانيهم الضخمة.

وادي الملوك والملكات في مدينة طيبة

من الجوانب الهامة في تاريخ طيبة هو ارتباطها بوادي الملوك ووادي الملكات، وتم اختيار التي تقع على الضفة الغربية من النيل لتكون أماكن دفن ملوك وملكات مصر خلال عصر الدولة الحديثة، ويعكس إيمان المصريين القدماء بالحياة الآخرة، حيث كانت المقابر مهيأة لتأمين حياة فاخرة للملوك في عالمهم الثاني.

  • اشتهرت مقابر وادي الملوك بنقوشها الجميلة وزخارفها الدقيقة التي تصور مشاهد من الحياة اليومية والطقوس الدينية. 

  • المقبرة الأكثر شهرة في هذا الوادي هي مقبرة الملك توت عنخ آمون التي اكتشفت في عام 1922 بواسطة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر. 

  • كان اكتشافها واحدًا من أهم الاكتشافات الأثرية في التاريخ، نظرًا لأنها كانت المقبرة الملكية الوحيدة التي تم العثور عليها سليمة تقريبًا، مما وفر كنزًا من المعلومات حول الحياة في مصر القديمة.

  • كان الفن والثقافة في طيبة مزدهرين للغاية. الفن المصري القديم كان يعكس التقاليد والقيم الدينية، ولكنه في طيبة أخذ أيضًا صبغة جديدة من الفخامة والتفصيل. 

  • اللوحات الجدارية التي تزين معابد ومقابر طيبة تقدم لنا نظرة عن الحياة الدينية والسياسية والثقافية. 

  • كان الفنان المصري يعبر عن المشاهد الدينية بتفصيل رائع ودقة في الخطوط والألوان كما كان للثقافة في طيبة دور بارز في الأدب المصري القديم. 

  • النصوص الدينية مثل "كتاب الموتى" والنصوص الأدبية الأخرى مثل قصائد الحب والأساطير كانت جزءًا من التراث الأدبي لطيبة. 

  • ظهرت هذه النصوص في العديد من المقابر والمعابد في المدينة، مما يعكس أهمية الأدب في الحياة اليومية والروحية للمصريين القدماء.

انهيار مدينة طيبة

على الرغم من عظمتها، فإن مدينة طيبة تعرضت للعديد من التحديات خلال فترات لاحقة، وفي نهاية عصر الدولة الحديثة، ومع الغزو الآشوري لمصر في القرن السابع قبل الميلاد، تعرضت المدينة للنهب والتدمير. 

  • مع الغزو الفارسي لاحقًا بدأت المدينة تفقد مكانتها كمركز ديني وسياسي، وفي العصور الرومانية والبيزنطية تحولت بعض معابد طيبة إلى كنائس، لكن المدينة لم تستعد أبدًا مجدها السابق.

  • مع ذلك فإن ما تبقى من طيبة اليوم يُعد شهادة على عظمتها التاريخي، والمعابد والتماثيل والمسلات التي لازالت قائمة تجذب الملايين من السياح والباحثين من جميع أنحاء العالم. 

  • كما أن الاكتشافات الأثرية المستمرة في طيبة تسهم في إثراء فهمنا لتاريخ الحضارة المصرية القديمة.

  • حاليًا تُعرف طيبة باسم الأقصر، وهي واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم. 

  • تضم الأقصر معابد الكرنك والأقصر ووادي الملوك والملكات، مما يجعلها متحفًا مفتوحًا يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة. 

  • تظل المدينة مكانًا للسياحة والبحث الأثري، حيث تكتشف المزيد من الأسرار حول هذه المدينة العظيمة كل يوم.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية