عيد النيروز عند الأتراك ومظاهر الاحتفال به

عيد النيروز عند الأتراك
كتب بواسطة: ادهم صادق | نشر في  twitter

يعتبر عيد النوروز بمثابة احتفال تقليدي وهو يرمز إلى قدوم الربيع مع بداية عام جديد وذلك في الثقافة التركية، حيث يتم الإحتفال به في يوم 21 مارس من كل عام، ليكون حدثًا  مميزاً يمتد إلى 5000 عام مضت ويحتفل به الجميع في دولة تركيا وكذلك في آسيا الوسطى وكل المناطق التي تسكن فيها شعوب تركية.

ما هو عيد النيروز عند الاتراك

ويرتبط النوروز بقصة الملحمة الشهيرة في التراث التركي "أرغينيكون"، والذي يعتبر رمزًا من رموز الانتصار  الخير على الشر مع عودة جميع الأتراك إلى وطنهم، ويعكس العيد في حقيقته مدى أهمية الوحدة ما بين الناس، حيث أن قدوم الربيع يكون كفترة تجدد فيها الطبيعية من نفسها وتبدأ التحضيرات للعيد قبلها بشهر، وتتضمن احتفالية النوروز إعداد عدد كبير من الموائد المفتوحة والتي تحتوي عادة على نحو سبعة أطباق، أشهرها طبق الشعير والعصيدة، والذي يجمع كل أفراد الأسرة معه على مائدة واحدة، كما أن هناك عادة شهيرة تدعى طقس "المياه الصامتة"، حيث يغتسل الناس لتطهير أنفسهم.
إقرأ المزيد:توضيح هام من "الجوازات" تتعلق بإسقاط العمالة المنزلية...تعرف على التفاصيلفي مكة المكرمة والباحة...تنبيهات من "الدفاع المدني" بعد رفع الإنذار إلى اللون الأحمر

ويعتبر النوروز من أهم الأعياد التي تعكس الهوية الوطنية لكل الشعوب التركية، حيث يحتفل في عدة دول أخرى مثل دولة أذربيجان وكذلك في تركمانستان وكازاخستان، وفي عام 2010، قامت الأمم المتحدة بالاعتراف به وجعل 21 مارس يوم عالمي للنوروز، ويعمل عيد النوروز على تعزيز الروابط ما بين الشعوب.

كذلك تاريخيًا، يحتفل الأتراك بذلك العيد من وقت الإمبراطورية العثمانية، ومع تأسيس الجمهورية تقلصت تلك الاحتفالات، ولكنها عادت رسميًا عام 2005، حيث شجعت عليها الحكومة التركية في كل المدارس والمؤسسات عبر العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، كذلك تقام الاحتفالات بشكل متميز في داخل المدن الجنوبية الشرقية منها ديار بكر وشانلي أورفا. 

عيد النوروز وأصوله

أما عن أهم الأساطير من حول أصل النوروز فهي كالتالي:

  • بالنسبة إلى الرواية الفارسية: فهي تحكي عن الملك "جمشيد" والذي كان لديه سلطة كبيرة على الجن والإنس، وقام بنقل عرشه الذهبي في نفس يوم اعتدال الربيع، مما جعل الجميع يعتبرون ذلك اليوم مقدسًا.

  • وأيضا هناك أسطورة أخري تخص جمشيد: حيث تقول إنه وقت جلوسه على عرشه، قد أشرقت الشمس على تاجه، كذلك هناك أسطورة كردية وهي تحكي عن ملك ظالم  كان يذبح الشباب، حتى تمت ثورة وتم قتله وأوقدت النيران احتفالًا بذلك اليوم.

احتفالات عيد النوروز في ولاية إغدير التركية

أما في ولاية إغدير في شرق تركيا، يعد  النوروز بمثابة مناسبة ثقافية واجتماعية لها طقوس خاصة كالتالي:

  • من خلال الصيام عن الكلمات السيئة وذلك قبل العيد بنحو أسبوعين، في محاولة لنسيان مشاكل العام الماضي وعمل المصالحة ما بين المتخاصمين.

  • ومع اقتراب العيد، يبدأ الجميع في تنظيف حدائقهم وتجميع النفايات، ثم يضرمون بها النار حيث أن القفز من فوق ألسنة اللهب رمز لاحتراق المشاكل.

  • أيضاً قبل الاحتفال، يتوجه الجميع إلى المقابر من أجل تنظيفها وزيارتها، ومن بعد غسل القبور يتم تزينها بالورود، مع قراءة القرآن وتوزع المأكولات على الزائرين.

  • كما تتم زيارة المسنين وكذلك المرضى من أجل تعزيز كافة الروابط الاجتماعية، مع تخصيص مجموعة فعاليات متميزة من أجل الأطفال والشباب.

  • من ناحية أخرى يتم صنع طبق يدعي الألوان السبعة حيث يتكون من سبع أنواع من الفواكه أو من المكسرات، ويحضرها الشخص الأكبر سناً في داخل العائلة، ويقدم الطبق للأصدقاء والجيران، وتستمر الاحتفالات مدة ثلاثة أيام بهدف تعزيز الروابط الأسرية، التي قد تنقطع بسبب المشاغل طوال العام أو حدوث المشاكل، ويكون ذلك اليوم بمثابة يوم التخلص من تلك الذكريات السيئة في المدينة والبدء من جديد لصنع حياة سعيدة بين أفراد المجتمع ككل.

النوروز لدى العرب

وعلى الرغم من أن النوروز ليس شائعًا في الوطن العربي، إلا أنه في بعض المجتمعات يتم الاحتفال به حيث يحتفل به في مصر، باسم بـ "شم النسيم"، بينما في دولة العراق باسم  "عيد الدخول"، حيث يتوجه كل الناس إلى الميادين للاحتفالات، لأن ذلك اليوم يعد رمزًا للتجديد والحرية، ويعكس التاريخ والثقافة عند الشعوب ويعطي طابع فريد يعزز من الوحدة والفرح ما بين المجتمعات.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية