أنواع التسامح وآثاره على المجتمع

أنواع التسامح وآثاره على المجتمع
كتب بواسطة: حميد صالح | نشر في  twitter

التسامح هو العفو والتماس الاعذار للمسيئ،  وعدم رد الأذى عند المقدرة مع اللين في التعامل، ومساعدة الخاطئ في تجاوز خطأه للنهوض به، والإيمان بأن البشر خطاؤون علينا أن  نلتمس  لهم الأعذار، وقد شبه التسامح بأنه  طوق نجاة من الغرق في المشاكل والعداوات، وهو من صفات الكرام ومن أفضل الأخلاق به تسمو الأرواح.

ما هي أنواع التسامح

التسامح  من الأخلاق التي دعانا الاسلام بالتحلي بها، حيث نظم العلاقات بين ألافراد، وهناك أشكال مختلفة من التسامح، وذلك لتسهيل المعاملات منها:
إقرأ المزيد:براتب تنافسي...فرصة وظيفية لحملة الدبلوم من مؤسسة "حامد سعود العتيبي" للمقاولات "من هنا"إجراءات استخراج عقد عمل للعرب في السويد

1- التسامح الديني

وهو حرية الاعتقاد، والتعايش بين مختلف الاديان دون تعصب، وحرية ممارسة الشعائر الدينيه وخاصة  بعد ظهور المذاهب والفرق المختلفه، واحترام كل طائفة للطائفة الاخرى، والتسامح مع أصحاب الديانات الاخري، والذي كان يطلق عليهم أهل الذمة ولقد حثنا الإسلام علي حفظ حقوقهم في كثير من الآيات والاحاديث.

2- التسامح الفكري والثقافي

احترام الآخرين عند التحاور معهم، وعدم التعصب للأفكار، واحترام أدب الحوار والآراء والأفكار المخالفة حسب كل إنسان، بغض النظرعن لونه وجنسه ودينه، والذي به يتحقَّق التقارب  بين الناس، فالتسامح  أثناء الحوارهو الطريقة الوحيدة  لحل أي خلاف، ولذلك أقر الإسلام ثقافة قبول الآخر، والتسامح معه، والتعامل معه  بالحسنى.

3- التسامح السياسي

هو ضمان الحريات عمومًا سواء سياسية أو فردية، وأحد القيم المتعلقة بالحقوق التي يتمتع بها النظام الديموقراطي في البلاد (حرية التعبير عن الرأي المساواة احترام الأقلية حقوق الأسرى) والتسامح هنا يعني  تقبل اختلافات الصفات (الإنسانية، الخلقية، والفكرية) والإقرار بحقوق جميع الأفراد باختلاف طوائفهم، واحترام آرائهم وعدم التعدي عليهم.

4- التسامح العرقي

الهدف منه هو القضاء على الأفكار التي كانت منتشرة سابقًا، والتي تتمثل في التفرقة العنصرية بين الأشخاص وفقًا للون، والعرق و التي ما زال لها صدى إلى الآن.

لماذا أمرنا الله بالتسامح؟

دعا الإسلام إلى والتسامح والعفو،  وحبب الناس فيه فهو فضيلة أخلاقية  تؤدي إلى إزالة الأحقاد، والضغائن  من النفوس، وكذلك حثنا  الإسلام على التسامح، والصفح، وأكبر مثال  دعا فيه الاسلام علي التسامح هو القصاص وهو أصعب حالات التسامح.

ذلك  لارتباطه بفقد عزيز في قوله تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْر على اللهُ) وحبب المكلفين، وجعله منهاجا لتعامل المسلم مع إخوانه، حيث ورد في الشريعة الكثير من النصوص التي تحث عليه.

أهمية التسامح في حياتنا

  • يوفر مجتمعا أكثر تماسكًا يتمتع الاشخاص فيه  بحرية التعبير بسلام دون خوف من الاضطهاد.
  • المتسامحون هم أكثر فهما، واحترامًا لحقوق الإنسان، وعرضه لعيش حياة أكثر سعادة  كأعضاء فاعلين في المجتمع.
  • التسامح  يساعد على تخفيف الصراعات الاجتماعيةـ والسياسية، ويزيد  التعاون، والتضامن بين الشعوب.
  • التسامح يحث الإنسان على نسيان ما مضى من الأحداث، والمواقف المؤلمة،  بإرادته، ونبذ فكرة  الانتقام، وعدم إصدار أحكام عليهم أوإلقاء التهم.
  • يساعد على الحد من المشاكل بين الافراد، والتخلص من الشعور بالحرج، والذنب نتيجة ما قاموا به من أخطاء، ويزيد من رقي الافراد الذين يقابلون الاساءة بالتسامح والصفح.
  • عند  نشر ثقافة التسامح تتحقق مصالح كثيرة في المجتمع، منها التقليل من الخلافات، والعداوات، ويساعد على انتشار الحوارات البناءة، وذلك  لتحقيق أعلى مراتب التعليم والثقافة، دون الاعتداء على حقوق الآخرين.

 آثارً التسامح على الفرد والمجتمع

في المجتمعات التي يكون فيها الأفراد متسامحين يصبح  المجتمع قويًا  خاليًا من الأحقاد، والضغائن التي تُزيد المشكلات، فكما أن التسامح يؤدي إلى رضا الله للمسامح، ويُشعره بالراحة والطمأنينة، كذالك يدفع المسيء للتجنب، والبعد عن الإساءة في حياته القادمه، بما  لمسه من صفح ، وعفو عند خطئه.

كما أن  التسامح ما بين أبناء الوطن يساعد على  نبذ التفرقة، والعنصرية،  ويجعل المجتمع قويا  متماسكا، قادرا على الحفاظ عليه من كيد الأعداء.

كيف أكون متسامحًا؟

بترويض النفس وذلك بالدعاء، والاستعاذة من الشيطان، والاستغفار عند الغضب، وتذكر الأفعال الجيدة، والتجاوز عن أخطاء الغير ابتغاء مرضاة الله، وقراءة الآيات، والأحاديث التي تحث على التسامح، وما أعده الله للمتسامح  فالتسامح زينة الفضائل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نقصَتْ صَدَقَة مِنْ مالٍ، ومَا زادَ اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عِزًا، وما توَاضَعَ أحدٌ للهِ إلا رفعهُ الله" فالتسامح هو طريق للجنة، به الكثير من المعاني كالرحمة، والعفو، والعطف، فالنفوس الطيبة وحدها هى التي تعرف كيف تسامح.

لم يدع الإسلام إلى التسامح فحسب، بل دعا أيضًا إلى مقابلة السيئة بالحسنة، لأنها أكبر عامل لزيادة المودة، والترابط  بين الناس، ذلك أن الإنسان المسيء عندما يرى الإحسان ممن أساء إليه يقدره، ويعينه على عدم الاساءة في المستقبل.

فبالتسامح توثق الروابط الاجتماعية التي تعرضت للضعف بسبب إساءة بعض الناس إلى بعضهم،  وهو سبب لنيل مرضات، وتقوى الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية