ما هو تاريخ عيد المسيرة الخضراء؟

ما هو تاريخ عيد المسيرة الخضراء
كتب بواسطة: لميس احمد | نشر في  twitter

عيد المسيرة الخضراء هو يوم وطني يحتفل به في المغرب في السادس من نوفمبر من كل عام، إحياءً لذكرى حدث تاريخي كبير حصل في عام 1975، والذي كان له تأثير عميق على مستقبل المغرب السياسي والاجتماعي، ويعتبر محطة فاصلة في استعادة المغرب لصحرائه الغربية بعد فترة من الاستعمار الإسباني، وكان يُنظر إليه على أنه رمز للوحدة الوطنية والإصرار المغربي على استكمال وحدته الترابية، وتعكس قوة الإرادة الشعبية والالتفاف حول الملك الحسن الثاني في قيادة البلاد نحو تحرير أراضيها بطرق سلمية، وبشكل غير مسبوق.

الخلفية التاريخية للمسيرة الخضراء

لفهم أبعاد عيد المسيرة الخضراء لا بد من العودة إلى ما قبل الحدث وإلقاء نظرة على تاريخ الصحراء الغربية، وتعود جذور النزاع حول الصحراء الغربية إلى فترة الاستعمار الإسباني التي استمرت لأكثر من 90 عامًا. 


إقرأ المزيد:من هو أفضل لاعب كرة قدم في التاريخلن تصدق ما قاموا به!..."التجارة" الإطاحة بعمالة مخالفة تقوم بارتكاب هذا الفعل الخطير

  • كان المغرب تحت الحماية الفرنسية منذ عام 1912، إلا أن الصحراء الغربية بقيت تحت سيطرة إسبانيا، رغم محاولات المغاربة المتعددة لاستعادتها. 

  • مع تقدم الزمن تزايد الضغط الداخلي والدولي على إسبانيا لإنهاء استعمارها لهذه الأراضي.

  • بحلول بداية السبعينيات كان المغرب في مواجهة قضية مزدوجة من جهة كانت هناك مطالب دولية ومحلية بإنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية.

  • من جهة أخرى كان هناك دعم جزائري لحركات الانفصال مثل جبهة البوليساريو التي كانت تسعى لإقامة دولة مستقلة في الصحراء.

  • في هذا السياق لجأ الملك الحسن الثاني إلى أسلوب جديد وسلمي لحل النزاع مع إسبانيا.

  • حيث قام بالدعوة إلى تنظيم مسيرة شعبية واسعة لاستعادة الأراضي المغربية من الاستعمار دون استخدام السلاح، بل بالاعتماد على الإرادة الشعبية والتعبير السلمي.

تفاصيل المسيرة الخضراء

  • في 16 أكتوبر 1975 أعلن الملك الحسن الثاني في خطاب تاريخي عن تنظيم "المسيرة الخضراء" والتي دُعيت بذلك نسبة إلى اللون الأخضر الذي يرمز للإسلام. 

  • دعا الملك 350 ألف مغربي من جميع أنحاء البلاد للمشاركة في هذه المسيرة السلمية إلى الصحراء الغربية لاستعادتها من الاستعمار الإسباني. 

  • الهدف كان إرسال رسالة قوية إلى المجتمع الدولي وإسبانيا مفادها أن المغرب لديه الحق الشرعي في استعادة أراضيه وأنه سيقوم بذلك بوسائل سلمية.

  • في السادس من نوفمبر 1975 انطلقت المسيرة الخضراء بمشاركة 350 ألف شخص من بينهم رجال ونساء محملين بالأعلام المغربية ومصاحف القرآن الكريم، ودون أي أسلحة. 

  • تقدم المشاركون نحو الحدود بين المغرب والصحراء الغربية تحت إشراف مباشر من الملك الحسن الثاني.

  • حيث توقفت المسيرة عند الحدود المتفق عليها، وذلك بعد مفاوضات دبلوماسية ناجحة بين المغرب وإسبانيا.

نجاح المسيرة الخضراء

كانت المسيرة الخضراء علامة فارقة في تاريخ المغرب الحديث، وبعد أيام قليلة من انطلاق المسيرة، بدأت المفاوضات بين المغرب وإسبانيا تحت رعاية الأمم المتحدة. 

  • في 14 نوفمبر 1975 تم توقيع "اتفاق مدريد" الذي نص على انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية وتوزيع السيادة عليها بين المغرب وموريتانيا.

  • فيما انسحبت موريتانيا لاحقًا من النزاع بعد بضع سنوات، ليصبح المغرب الطرف الرئيسي المطالب بالسيطرة على كامل الأراضي الصحراوية.

  • تبع ذلك دخول القوات المغربية إلى المنطقة وتثبيت الوجود المغربي في المدن الصحراوية الرئيسية مثل العيون والداخلة.

  • حيث بدأ المغرب في تطوير المنطقة وبناء البنية التحتية والخدمات، ولم تكن فقط حدثًا سياسيًا، بل كانت أيضًا رمزًا للوحدة الوطنية والإرادة الشعبية.

الاحتفال بعيد المسيرة الخضراء

منذ ذلك الحين أصبح السادس من نوفمبر يومًا وطنيًا في المغرب يُعرف بعيد المسيرة الخضراء، حيث يتم الاحتفال به سنويًا لإحياء ذكرى هذا الحدث الكبير، وتشمل تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية إلى جانب خطابات من الملك وكبار المسؤولين في البلاد.

يستذكر المغاربة في هذا اليوم دور الشعب في استعادة جزء من أراضيهم بطريقة سلمية، ويعبرون عن فخرهم بوحدتهم الوطنية كما يُعتبر فرصة لتعزيز الحس الوطني لدى الأجيال الجديدة وتذكيرهم بمدى أهمية التضامن والالتفاف حول القيادة الوطنية لتحقيق الأهداف الكبرى.

المسيرة الخضراء في الذاكرة الجماعية المغربية

تعتبر المسيرة الخضراء من الأحداث التي تركت أثرًا كبيرًا في الذاكرة الجماعية للمغاربة، وبالنسبة لكثير من المغاربة تعد مثالاً حيًا على التلاحم بين الشعب والقيادة، إذ لم يكن هناك استخدام للقوة العسكرية لاستعادة الأراضي، بل كانت هناك ثقة في أن الإرادة الشعبية يمكن أن تُحدث تغييرًا ملموسًا على أرض الواقع.

كما أن الشعوب يمكن أن تحقق أهدافها المشروعة دون اللجوء إلى العنف، وقد حظيت هذه المسيرة بتقدير دولي واسع، حيث أظهرت للعالم كيف يمكن حل النزاعات بالطرق الدبلوماسية والسلمية، وهو درس لا يزال يحمل الكثير من الأهمية في العصر الحديث.

تأثير المسيرة الخضراء على العلاقات الإقليمية والدولية

بعد نجاح المسيرة الخضراء تأثرت العلاقات بين المغرب وجيرانه بشكل كبير بينما دعم العديد من الدول العربية والدول الإفريقية المغرب في سعيه لاستعادة أراضيه كان هناك أيضًا توتر مع بعض الدول التي دعمت جبهة البوليساريو، مثل الجزائر. 

على الرغم من ذلك استمر المغرب في تعزيز موقفه الدبلوماسي من خلال السعي لإيجاد حلول سلمية للصراع، وعلى الساحة الدولية ساهم نجاح المسيرة الخضراء في تعزيز صورة المغرب كدولة قادرة على استخدام الدبلوماسية والوسائل السلمية لتحقيق أهدافها، وهو ما أكسبها احترامًا دوليًا واسعًا.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية