ركيف كان نظامه؟ وما علاقته بالزراعة؟

الصيد عند المصريين القدماء
كتب بواسطة: مجد الصادق | نشر في  twitter

لقد برع المصريين القدماء في العديد من المجالات سواء الصيد أو الزراعة أو التحنيط أو الفنون وغيرها من المجالات المتعددة التي بدأت تتطور تدريجيًا من العصور الأولى إلى تاريخ حياة المصريين القدماء وصولًا إلى أشكالها المعروفة بها اليوم، بالإضافة إلى ذلك كان لكل من تلك الاكتشافات دوافع خفية للمصري القديم حيث عرف الصيد والزراعة بحثًا عن طرق تلبية احتياجاته الأساسية من الطعام.

الصيد عند المصريين القدماء

كان للصيد مكانة كُبرى عند المصريين القدماء ويُمكن الإشارة إليه بدايةً من عصر ما قبل الأسر، حيث كانت الظروف المناخية ملائمة لسيادة وتغطية حشائش السافانا لمساحات شائعة جدًا من مصر، الأمر الذي أدى إلى كثرة انتشار قطعان الرعي بأنواعها وخاصةً "من ذوات الحوافر".


إقرأ المزيد:الهيئة العامة للطرق: تعزيز للسلامة معايير صارمة لمطبات السرعة ... التفاصيللا تفوت هذه الفرصة: فرص عمل جديدة في الظهران والهفوف في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي

كانت الظروف بمصر مهيئة بذلك لغزارة الثروة النباتية والحيوانية على الجانب الآخر بالكثير من المناطق وخاصةً بالأماكن المتواجدة على جانبي نهر النيل حيث كثُرت تجمعات الطيور المائية المميزة، لذا عرف المصريين القدماء الصيد من تلك الفترة، ليس الصيد فقط بل تعلم كذلك طريقة استئناس الحيوانات المختلفة.

كان الصيد شائعًا جدًا لدى المصريين القدماء قبل التعرف على أساليب وطرق الزراعة المختلفة حيث كان في تلك الفترة يعتمد على الصيد بشكل أساسي لتلبية احتياجاته الأساسية من الغذاء، وعلى الجانب الآخر كان الصيد مهارة لدى الكثيرين مثلها مثل مهارة الفروسية وغيرها من المهارات التي تميز بها المصري القديم.

بدايات الصيد في مصر القديمة 

يرجع سبب انتشار الصيد سريعًا في مصر القديمة إلى كثرة أنواع الحيوانات السائدة وقتئذ مثل الضباع وتماسيح النيل والطيور المختلفة والغزلان والفهود وغزال السافانا الشهير والنعام وفرس النهر والظباء والأسود والفيلة ووحيد القرن والخنازير البرية والطيور غيرها من الأنواع التي شجعّت المصريين القدماء على إتقان مهارة الصيد.

بدأ الصيد يتطور لدى المصريين القدماء وعليها تم ابتكار المزيد من أدوات الصيد المختلفة مثل السهام والرماح والشباك وعصا الرمي وغيرها من أنواع الأسلحة البدائية المُرتدة، وفكروا تباعًا في استخدام بعض أنواع الحيوانات كفريسة لصيد أنواع أخرى من الحيوانات مثل مجموعة الفهود المروضة سابقًا وبعض أنواع الكلاب السلوقية وغيرها من الحيوانات.

الصيد والزراعة عند المصريين القدماء

من الجدير بالذكر أخذ الصيد في التطور بمصر القديمة تزامنًا مع الزراعة على حسب الأسرة الحاكمة، حيث:

  • أولى السلالات الحاكمة بمصر القديمة اهتمت بشكل كبير بالمناطق المزروعة على طول جانبي النهر خارج المملكة القديمة.

  • نمت الزراعة جنبًا إلى جنب مع تربية أنواع المواشي وأخذت في السيطرة على المناطق الممتدة على جانبي النهر.

  • كان هناك العديد من الدلائل على أن الصيد في تلك الفترة كان يتم من قبل المصريين القدماء بالتحديد خارج مدافن الهرم.

  • بالإضافة إلى ذلك كان صيد بعض أنواع الحيوانات لا يزال يتطلب مهارة كبيرة جدًا لا يمتلكها إلا البعض فقط وخاصةً صيد الأسود والنمور وغيرها من الحيوانات.

  • يرجع السبب الجوهري لصيد النمور والأسود بمصر القديمة إلى الحصول على إنتاجها سواء من اللحوم أو من الجلود.

  • كان الصيد في تلك الفترة مقتصرًا على النبلاء الأثرياء غير الفلاحين الذين اعتمدوا على محاصيلهم من الخضروات بشكل أساسي للتغذية إلى جانب الأسماك المجففة والخبز.

  • تباعًا فقد الصيد أهميته الاقتصادية إلا أنه ظل قائمًا كمهارة يستعرض بها الملوك والرجال بسالتهم وشجاعتهم وقوتهم في المطاردة والصيد.

نظام الصيد عند المصريين القدماء 

كان نظام الصيد قديمًا مستندًا بدرجة كُبرى على الأدوات والوسائل البدائية المتمثلة في السهام والرماح والشباك والعصي وغيرها من الأدوات للصيد عبر الأنظمة الآتية:

1- الصيد في النيل

اشتهر الصيد قديمًا بتلك القوارب الصغيرة في النيل المُصنّعة بواسطة المصريين القدماء من مجموعة من حزم القصب المجمعة والمربوطة بإحكام، وكان المصري القديم يستخدم الشباك لصيد مجموعة كبيرة من الأسماك دفعة واحدة.

لقد كان الصيد من أشهر الهوايات الشعبية قديمًا سواء أكان ذلك بمياه النيل أو بأماكن المياه الضحلة التي تم بها استخدام شبكات الصيد المحمولة باليد وغيرها من الأنواع البدائية.

2- صيد الحيوانات المفترسة

عرف المصريين القدماء صيد الحيوانات المفترسة كنوع من أنواع الصيد التُجاري، وعليها تطور الصيد إلى نظام الصيد الجماعي، إلا أنه كان نادرًا نظرًا لما يتطلبه من شجاعة وقوة كبيرة للتطرق لصيد ومهاجمة الوحوش والحيوانات المفترسة مثل الفهود والضباع والأسود والنمور وغيرها من الحيوانات.

بمرور الوقت تمكّن المصريين القدماء من التعرف على طبيعة الحيوانات التي يتم استهدافها في حلقات الصيد سواء أكان ذلك فيما يتعلق بتغذيتها أو ماهية الأمراض التي تُصيبها بالإضافة إلى عادات التزاوج الخاصة بها.

3- المراحل المتقدمة من الصيد

تتمثل المراحل المتقدمة في الصيد قديمًا في العلاقة الوطيدة فيما بين الصيد والنبلاء، وذلك بالتحول من أساليب الصيد القديمة التي كان فيها الصياد يتابع الصيد سيرًا على الأقدام إلى مناطق قريبة من منزله إلى الانتقال لأماكن خارج حدود المنطقة بالنسبة للطرائد الكبيرة، وعليها ظهرت وسائل النبلاء في استخدام العربات المخصصة والمجهزة للصيد والتي كانت مقتصرة وقتئذ على الفرعون.

ثم مع تطور الزراعة وعمليات تربية الحيوانات الداجنة قل الاعتماد على الصيد في التغذية إلا أنه ظل هواية يمارسها الأثرياء وكبار الشخصيات لمتابعة صيد الثيران والأغنام البربرية والغزلان والنعام والظباء وغيرها من الحيوانات.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية