ما هي حقوق الإنسان في الإسلام

ما هي حقوق الإنسان في الإسلام
كتب بواسطة: لميس احمد | نشر في  twitter

حقوق الأنسان في الاسلام تقوم على مبدأين أساسيين هما: مبدأ المساواة، ومبدأ الحرية، وهى  ليست مطلقة، بل مقيدة بما لا يتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية، والتي فيها لا تتميز فئه على الأخرى عند تطبيقها عليهم.

ما هي حقوق الإنسان في الإسلام

حقوق الإنسان في الإسلام هى منحة إلهية من رب العالمين، غير جائزنسخها أوتعطيلها، فالناس جميعًا سواسية في الإسلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى».
إقرأ المزيد:براتب تنافسي...فرصة وظيفية لحملة الدبلوم من مؤسسة "حامد سعود العتيبي" للمقاولات "من هنا"إجراءات استخراج عقد عمل للعرب في السويد

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) فالشريعةٌ  الاسلامية جاءت بالمنهج المنظم لحقوق الإنسان، وكيفية التعامل،  ولم تأت أي شريعة من الشرائع الأخرى بما جاءت به الشريعة الإسلامية من قواعد، وأصول، ومنهج واضح، حيث سبقت الشّريعة الإسلاميّة القوانين الوضعيّة، والمواثيق الدولية.

الحقوق التي كفلها الإسلام للإنسان

حقوق الإنسان ورد ت في الكثير من الآيات التي تتناول حقوق الإنسان فالقرآن هو المصدر الرئيسي  للتشريع عند المسلمين والذي يوضح  ما يحظر على المسلمين تجاوزه والتي منها  حقوق البشر.

فالبشر جميعًا متساوون، ويتمتعون بكامل الحقوق: (حق الحياة، العيش السلمي، حق الكرامة، حق الحرية، حق التعليم، حق التملك والتصرف، حق العمل، حق الأقليات،  ...)

أولا: المساواة

من أهم حقوق الإنسان المساواة بين البشر مع اختلاف  ألوانهم أو عقيدتهم لقوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).

فقد كرَّم الله  أبناء آدم  جميعًا،  وكفل  لهم الرزق في البر والبحر، وأعطاهم مزايا كثيرة، وسخر لهم سائر المخلوقات الأخرى، وجعل الأفضلية للمتقين، وليس للون أو جنس معيّن لقوله تعالى: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " فجميع البشر من نسل واحد وهو سيدنا أدم .

ثانيًا: الحق في الحياة، والعيش بسلام

الحياة  قيمه عظيمة يجب  حمايتها، وتأمينها، والدفاع  عنها، فلقد حرم الله إزهاق الأرواح بغير وجه حق، لقوله تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)  

فقد نص على أن  قتل نفس واحدة بلا سبب، بأنه يساوي  قتل الناس جميعًا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا، وقد منح الاسلام الحق في الحياة حتى للأعداء  أثناء الحرب، وكذالك كبار السن، والنساء، وأطفال دون استثناء.

ثالثا: الحق في امتلاك، وحماية الممتلكات

من حقوق الإنسان في الإسلام حق الملكية،  وكذلك حرية التصرف بممتلكاتهم وذلك بالعدل، وتجنب الجور على حقوق الآخرين، والبعد عن المكاسب التي تخالف الشريعه الإسلامية (الربا، والقمار)، والحيل للتحايل علي ما شرعه الله لقوله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ)

ثم يأتي بعد ذلك من صور حقوق الإنسان في الإسلام حق الفقراء، والمساكين ، والأيتام وما لهم من حقوق على الأغنياء، حيث جعل الله أحد أركان الإسلام الزكاة، وهي حق الفقراء من أموال الأغنياء لقوله تعالى:

(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ).

رابعًا: حقوق الأقليات، والجماعات الدينية الأخرى

حرَم  الله الإكراه في الدين، حفظ حقوق الاقليات من غير المسلمين،  وذلك في كتابه العزيز في قوله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) حيث بين أنه لا يجوز أكراه أحد، أو اجبارة،  او ممارسه أي ضغط  لدخول دين معين  كما قال تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي).

كما أوضح أنه للأقليات حقوق علي المسلمين لا يجب تجاوزها وانه يجب التسارع على عمل الخيرات، والتي بها ترفع منازل الناس، لقوله تعالى:

(ِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).

خامسا: حقوق المرأة

فقد خصص الإسلام للمرأة حقوق كما جعل لها نصيب في كتابه العزيز، وخصص لها سورة في القران ( سورة النساء ) ولم يفرق بين الذكر، والأنثى في عمل الصالحات لقوله تعالى:

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وهذا دليل على إكرام المرأة وعدم التفرقة بينها وبين الذكر. 

إلى جانب الحقوق الاقتصادية للمرأة،  حيث كفل للمرأة حقها في المهر (هديه خالصه لها )، ونهى عن أخد شئ منه إلا برضاها، كما كفل لها حقها في الميراث، والذي كانت تحرم منه قبل الاسلام  في قوله تعالى: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ﴾ كما الزم الرجل بالقيام بشئون المرأة ، ورعايتها، وحمايتها.

خصائص مفهوم حقوق الإنسان

  • حقوق متأصلة وثابتة، وليست مكتسبه  لكل فرد ولا يجوز انتهاكها، فتلك الحقوق غير قابلة للتجزئه، فهي متساوية لجميع البشر دون النظر إلى أُصلهم أو ديانتهم أوجنسهم.
  • لكل إنسان حقه في الحياة (حق الكسب، الحرية الشخصية، التصرف في الأموال والأملاك)، بخلاف ما نري في الواقع المعاصر لكثير من الدول التي تنتهج القوانين الوضعية، والمواثيق الدولية، والتي فيها حرمت الإنسان من أبسط حقوقه في الحياة.
  • الإنسان خليفة الله في الأرض، وحقوقه مقدمة على سائر المخلوقات فقد منحت الشريعة الإسلامية الاهتمام الكبير للإنسان باعتباره أهمّ مخلوقٍ على وجه الأرض.
  • حقوق الإنسان في الإسلام تنبع من التكريم الإلهي للإنسان بالنصوص الصريحة.
  • حقوق الإنسان في الإسلام شاملة كل أنواع الحقوق سواء  السياسية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية.
  • الحقوق في الإسلام ثابتة، ولا تتغير مهما كانت الظروف والأحوال، حيث ضَّمنها الإسلام في آداب المسلم، وجعلها مرتبطة ارتباطاً كلياً بالدين.
اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية