منظمة WHO توضح تعريف الانتحار وأبرز المعلومات عنه

الانتحار
كتب بواسطة: لميس احمد | نشر في  twitter

ظاهرة الانتحار من أكثر الظواهر التي حيرّت العلماء على مدار العصور وخصوصًا لكثرة حالات الانتحار بالدول المتقدمة بالخارج على الرغم من كثرة الرفاهية ووسائل المعيشة والأحلام التي يطمح الكثير في الوصول إليها وعلى الرغم من ذلك كثرت معدلات الانتحار لديهم، ولقد أبلغت منظمة الصحة العالمية بالعديد من الحقائق الجوهرية بشأن الانتحار وأسباب حدوثه مُسلّطة الضوء على أبرز أساليب حل المشكلة.

تعريف الانتحار Suicide

يُعرف الانتحار على أنه اتخاذ الشخص قرار إنهاء حياته كرد فعل لما يتعرض له سواء أكان ضغوطات فكرية أو أحداث صادمة أو أي من الإصابة بأي من الاضطرابات النفسية التي يصاحبها أفكار انتحارية والتي غالبًا ما تبدأ بأفكار لإيذاء الذات، مثل: مرض الاكتئاب الذي يمثل العامل الرئيسي الأول للإقدام على الانتحار في العديد من دول العالم.
إقرأ المزيد:مراحل تشريع القوانين في الأردن.. كيف يتم التشريع ومراحله وأنواعه؟هل إيقاف الخدمات يمنع من السفر لدول الخليج؟

إن اتخاذ قرار بالانتحار ليس سهلًا إذا أنه مضاد في الأساس لغريزة البقاء الفطرية لذلك كان حصر أسباب ونفسية المرضى أمرًا في غاية الصعوبة، وخاصةً بالنسبة لمرضى الاضطراب ثنائي القطب والشيزوفرينيا وغيرها من الاضطرابات الذهانية والعقلية والنفسية، وتختلف الوسائل المستخدمة في الانتحار من حالة إلى أخرى سواء الموت شنقًا أو القفز من الأماكن المرتفعة أو تناول جرعات زائدة من بعض الأدوية أو اللجوء إلى الأسلحة النارية وغيرها من الطرق المأساوية.

حقائق رئيسية حول الانتحار 

لقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى مجموعة من الحقائق الرئيسية التي تُتابع تحديثها بكل عام بشأن ظاهرة الانتحار حول العالم، ومن أبرز تلك المعلومات يُمكن الإشارة إلى ما يلي:

  • تسجل الإحصاءات سنويًا عدد وفيات 720.000 شخص نتيجة الانتحار.

  • أشارات إحصاءات أسباب الوفاة إلى أن الانتحار يُعد السبب الجوهري الثالث للوفاة بطبقة الأفراد الذين تبدأ أعمارهم من 15 عامًا إلى حوالي 29 عامًا.

  • يصعب تحديد أسباب الانتحار والتي تتنوع فيما بين الأسباب النفسية والثقافية والاجتماعية والبيولوجية والبيئية وغيرها من المُسببات على مدار حياة الشخص.

  • تم تسجيل العديد من حالات الانتحار بالبلدان متوسطة الدخل ومنخفضة الدخل والتي وصلت نسبتها إلى 73% بإحصاءات عام 2021م، أي أن تلك الظاهرة غير مقتصرة على البلدان مرتفعة الدخل فقط.

  • إلى جانب كثرة حالات الانتحار التي يتم تسجيلها يتواجد العديد من محاولات الانتحار الفاشلة التي يتم إنقاذها والتي تعتبر بدورها مؤشر قوي لخطر اللجوء إلى الانتحار من قبل ذلك الفرد سواء آجلًا أم عاجلًا.

  • تخلّف حالات الانتحار العديد من الآثار السلبية المأساوية ليس على حياة أسرة الفرد بل وعلى المجتمعات والبلدان بشكل كامل وتظل تعاني من الآثار بعيدة المدى لسنوات متتالية.

  • صرحت منظمة الصحة العالمية بمخاطر الانتحار لكونها من أهم المشكلات المُهددة للصحة العامة والتي تُنذر بضرورة التدخل الفوري والاستجابة لها ووضع العديد من الحلول وآليات أخرى للوقاية مع تعزيز دور الاستجابة الوطنية لها بكافة القطاعات.

الفئات الأكثر عرضة لخطر الانتحار 

يحدث الانتحار بأي مرحلة عمرية ونتيجة للعديد من الأسباب التي يصعب حصرها نظرًا لشدة تعقد النفس البشرية ودواخلها ودوافعها، إلا أن هناك بعض الفئات التي يرتفع بها خطر الإقدام على الانتحار دونًا عن غيرها من الفئات، والتي يُمكن حصرها فيما يلي:

  • الاضطرابات النفسية على اختلاف أنواعها وشدتها مثل الاكتئاب واضطراب القلق والوسواس القهري والحدية واضطراب ثنائي القطب وغيرها من الاضطرابات.

  • الاضطرابات المصاحبة لتدمير المخ نتيجة الإفراط في السلوكيات الإدمانية مثل إدمان الكحوليات والمخدرات وغيرها.

  • المشكلات الناجمة عن الضغوطات الحياتية وضغط المجتمع والأهل والمشكلات أو الأزمات المالية والخلافات الناجمة عنها على مستوى العلاقات.

  • تعرض الشخص للتهديد أو الإصابة بالآلام النفسية أو العضوية الناجمة عن أي من الأمراض العضوية الأخرى.

  • تعاطي الشخص لأي من الأدوية النفسية وخاصةً في حال ما إذا كان الدواء ناجم عن تشخيص خاطئ أو تم تخطي الجرعات الموصى بها قد يكون مصاحبًا لظهور أعراض كثرة الأفكار الانتحارية وما إلى ذلك.

  • فقدان الأحباء بشكل يؤدي إلى التعرض للصدمات القوية التي يصعب للعقل التعامل معها أو التعرض للعنف الشديد داخل الأسرة وسوء المعاملة مثل: الإجبار على الزواج أو التعنيف.

  • السجناء والتعرض لمشكلة التمييز فيما بين المهاجرين واللاجئين والشعوب الأصلية وتأثير الحروب على الأفراد.

  • كما تكثر معدلات الانتحار فيما بين المثليين والمثليات ومن لديهم ميول جنسية غريبة وغير طبيعة ومن قاموا بالخضوع لعمليات التحويل الجنسي.

مكافحة منظمة الصحة العالمية للانتحار

هناك العديد من الإجراءات والتدابير التي تبنتها منظمة الصحة العالمية للتصدي لظاهرة الانتحار، ومن تلك الأساليب نذكر الآتي:

  • تم اتخاذ العديد من التدابير بشأن وقف الانتحار سواء أكان ذلك للوقاية على مستوى الفئات العادية أو التدخلات التي تتم على مستوى الفئات الأكثر عرضة لخطر الانتحار.

  • لقد أطلقت منظمة وزارة الصحة العالمية WHO مبادرة "عِش الحياة LIVE LIFE" بالهدف الجوهري المتمثل في الوقاية من الانتحار.

  • تضمنت مبادرة عش الحياة ضرورة التدخل لتقييد الوصول السريع والسهل لأي من الوسائل الخطرة التي تشجع على السلوك الانتحاري، مثل: حظر تداول بعض أنواع الأدوية وتقييد الوصول لمبيدات الآفات والأسلحة والذخيرة النارية وغيرها من الوسائل.

  • رفع الوعي بضرورة الاهتمام بالصحة النفسية مع تعزيز مهارات الحياة المكتسبة من قبل المراهقين والتي تلعب دورًا كبيرًا في تحديد سلوكياتهم.

  • تنظيم العديد من الحملات الإعلامية عبر الوسائل التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي بشأن ظاهرة الانتحار.

  • المتابعة الدورية والتعرف المبكر على الفئات الأكثر عرضة للانتحار من خلال تقييم السلوكيات ومتابعتها وإدارتها ووضع البرنامج العلاجي السليم.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية