خطورة ظاهرة الانتحار.. كم عدد حالات الانتحار في مصر؟

خطورة ظاهرة الانتحار
كتب بواسطة: ليلى ادهم | نشر في  twitter

لا يقتصر الانتحار على البلدان المتقدمة بالخارج أصحاب الدخل المرتفع بل تظهر الكثير من حالات الانتحار بالبلدان أصحاب الدخل المتوسط والمنخفض، مثل: مصر، وعلى الرغم من اختلاف مسببات الانتحار إلا أن هناك بعض الأسباب الجوهرية التي أدت إلى ارتفاع معدلات الانتحار بمصر بالآونة الأخيرة والواجب التصدي لها والتعامل مع كل مشكلة من جذورها للقضاء على مثل تلك الظاهرة المأساوية.

كم عدد حالات الانتحار في مصر

على الرغم من اعتبار مصر من أكثر البلدان المتدينة إلا أنها تشهد العديد من حالات الانتحار سنويًا، ولقد أشارت الإحصاءات المُعّدة من قبل أمانة الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة المصرية إلى ارتفاع نسبة الأفراد التي تعاني من الاضطرابات النفسية وخاصةً طُلاب الثانوية العامة وذلك بنسبة 29.2% من الطلاب، وجاءت نسبة من يفكرون بالانتحار إلى حوالي 21.7%.
إقرأ المزيد:مراحل تشريع القوانين في الأردن.. كيف يتم التشريع ومراحله وأنواعه؟هل إيقاف الخدمات يمنع من السفر لدول الخليج؟

من خلال إحصاءات مكتب النائب العام الصادرة عن عام 2021م تم تسجيل حوالي 2584 حالة انتحار، وعلى الرغم من عدم اقتصار الانتحار على فئة معينة من البشر إلا أن البيانات المُشار إليها من قبل الجهاز المركزي والإحصاء أشارت إلى أن أكثر الفئات إقدامًا على الانتحار "فئة الشباب"، وعليها تنوعت وسائل وطرق الانتحار.

أبرز أسباب الانتحار في مصر 

تختلف أسباب الانتحار المتعارف عليها من دولة لأخرى ومن حالة إلى أخرى داخل المجتمع الواحد نظرًا لتعقد التوجهات النفسية والسلوكية للأفراد، ومن أشهر أسباب الإقدام على الانتحار في مصر نذكر الأسباب الآتية:

1- التعرض للعنف الأسري

إن تعرض الأفراد وخاصةً الشباب للعنف الأسري تُعتبر من أكثر مسببات الإقدام على الانتحار بمصر نظرًا لغياب الوعي والجهل بطرق التربية السليمة والاعتماد على أساليب الضرب والتعنيف كوسيلة من وسائل التربة الأمر الذي يؤدي إلى اختلال النظام الأسري بالكامل وبدء تفشي المشكلات الاجتماعية والأسرية ووقوع الأطفال والشباب ضحايا الاضطرابات النفسية.

تختلف الأفراد في درجة المرونة النفسية وقدرتهم على التعامل مع المشكلات والضغوطات التي تمر بهما سواء من داخل المنزل من جهة والخارج من جهة أخرى سواء في الدراسة أو العمل أو على مستوى العلاقات، وكم من حالات الانتحار التي حدثت نتيجة التعنيف الأسري سواء النفسي أو الجسدي كانتحار الفتاة إثر تعنيفها وإجبارها على الزواج أو انتحار بعض طلاب الثانوية العامة خوفًا من تعنيف والديهم في حال رسوبهم وغيرها من الحكايات المأساوية.

2- الظروف المعيشية الصعبة

بالإضافة إلى ذلك قد تدفع الظروف المعيشية الصعبة إلى إقدام البعض على الانتحار بشكل مباشر أو قد يكون ذلك ناجمًا عن سلسلة من السلوكيات التي تدفع الفرد للتورط بأي من الحوادث والسرقة بدافع الحصول على المال، الأمر الذي يؤدي إلى غياب الأخلاقيات والدوافع الدينية التي تجعل الفرد يسير بشكل مستقيم قادرًا على التمييز بين الخير والشر.

مع استمرار تلك السلوكيات قد يندفع الفرد لتعاطي المخدرات للانفصال عن الواقع مما يجعل الأمر يزداد سوءً دافعًا إياه للإصابة بالاكتئاب واليأس والقنوط من الحياة بشكل كامل ثم الانتحار.

3- تأُثير الابتزاز الإلكتروني 

من الجدير بالذكر يعد الابتزاز العاطفي والإلكتروني واحدًا من أكثر الأسباب التي رفعت معدلات الانتحار بالآونة الأخيرة وخاصةً في صعيد مصر والمناطق النائية حيث يعتبر الأهل الابتزاز العاطفي للفتاة بمثابة وصمة عار على العائلة تضغط على الفتاة وتدفعها للانتحار، ويتمثل الابتزاز الإلكتروني بتهديد أي من الضحايا بالتطرق لنشر صور أو مقاطع فيديو خاصة بها سواء أكانت مركبة باستخدام الذكاء الاصطناعي والفوتوشوب أو حقيقية تم سرقتها باختراق هاتفها للوصول إلى معلومات خاصة بها.

غالبًا ما يكون غرض الجاني الوصول إلى مكاسب مادية أو إجبار الضحايا على الخضوع لذلك الفرد وإلا قام بنشر الصور الأمر الذي يضع الضحية تحت ضغط شديد لا يرى مخرجًا منه سوى القدوم على الانتحار سريعًا مع الخوف الشديد من ردة فعل الأهل الذين يكونوا بدورهم غير متعاطفين أو متفهمين على الإطلاق بل ساعين فقط لحماية شرفهم وسمعتهم مقابل حياة أبنائهم.

4- غياب الوعي بالصحة النفسية

يعتبر غياب الوعي بالصحة النفسية من أهم المشكلات السائدة بمصر والتي قد تؤدي لارتفاع عدد حالات الانتحار، حيث لا يزال إلى اليوم هناك الكثير من العقول ضيقة الأفق غير واعية بوجود ما يعرف بالاضطرابات النفسية السلوكية التي تتطلب العلاج والعناية مثلها مثل الأمراض العضوية، مثل: الإصابة بالاكتئاب أو الوسواس القهري أو اضطرابات الشخصية الحدة أو اضطراب ثنائي القطب وغيرها من الاضطرابات الذهانية والنفسية.

في حال عدم علاج تلك الاضطرابات على يد طبيب نفسي متخصص قد تتفاقم الأعراض إلى زيادة حدة الأفكار الانتحارية يومًا بعد يومًا، والتي يصاحبها بذلك بعض السلوكيات غير الطبيعية والانعزال والوحدة والشعور بالضيق والهلوسة وصولًا إلى المحاولات الفعلية لإيذاء النفس التي غالبًا ما تنتهي بالانتحار في حال عدم التعامل معها بشكل صحيح من قبل المتخصصين.

العلاج والوقاية من الانتحار 

من أبرز الوسائل العلاجية والوقائية لظاهرة الانتحار يُمكن الإشارة إلى الآتي:

  • التعامل الطارئ مع الحالات المقدمة على الانتحار وطلب المساعدة.

  • التشجيع على العلاج النفسي والاهتمام بعلاج الأفكار الانتحارية قبل تصاعدها.

  • إنشاء حملات وبرامج توعية للأهل على شبكات الإعلام.

  • علاج الاضطرابات النفسية على يد متخصصين وخاصةً الإدمان.

  • زيادة الدعم من قبل الأسرة.

  • عدم تعاطي أي من الأدوية النفسية من دون استشارة الطبيب وعدم تخطي الجرعات المحددة إطلاقًا.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية