مظاهر النفاق الاجتماعي وأسبابه وآثاره على المحيطين

مظاهر النفاق الاجتماعي وأسبابه وآثاره على المحيطين
كتب بواسطة: مجد الصادق | نشر في  twitter

يمكن تعريف النفاق الاجتماعي بأنه ادعاء شخص ما بأنه يحمل مشاعر طيبة وإظهار الكثير من الصفات الحسنة على غير حقيقته، ودائمًا ما يكون متلونًا له أكثر من شخصية آكل على كل الموائد وليس له مبدأ ثابت، غالبًا ما يدعي المنافق أنه محب ومخلص في وقت المصلحة وعند انتهاء المصلحة والحصول على الغرض المنشود يسقط القناع وتظهر حقيقته المشينة.

مظاهر النفاق الاجتماعي

لا شك أن النفاق الاجتماعي من أقبح الصفات التي قد يحملها الإنسان وهو ليس عيبًا هينًا يمكن التغاضي عنه، وإنما يمحو الثقة في العلاقات المهنية والاجتماعية ومن أهم مظاهره ما يلي:


إقرأ المزيد:نيمار يدفع الهلال إلى صراع جديد.. الشارع الرياضي ينقسم حول التعويضاتالاتحاد السعودي يتحرك نحو "العقل المدبر" في باريس سان جيرمان لإنقاذ المنتخب!

  • يقول المنافق الكثير من الكلمات الطيبة أمامك وعندما تلتفت عنه تتحول هذه الكلمات إلى خبيثة.
  • يدعي أنه يحمل الكثير من الصفات والأخلاق الحميدة ولكن في الحقيقة تغلب مصلحته على جميع المعايير والمُثُل الأخلاقية.
  • يسأل الآخرين عن الأشياء التي لا يريدون القيام بها، ودائمًا ما يقوم بتغيير الآراء والمبادئ لكي يحصل على ما يريد.
  • يكون صادقًا فقط عندما يعلم أن أكاذيبه سوف تنكشف وإلا يكون كاذبًا في كل وقت وصولًا إلى أغراضه بسهولة دون عناء.
  • يساعد الناس عندما يكون في ذلك مصلحة ومنفعة له وإلا فهو أناني لا يفكر إلا في منفعته، كما أنه ينتقد سلوك الآخرين حتى وإن كان مثلهم.
  • دائمًا ما تكون له حياة مزدوجة، حيث إنه يظهر بمظهر معين أمام الناس في الوقت الذي يعيش فيه حياة أخرى سرية تظهر فيها شخصيته الحقيقية.
  • التناقض من أهم صفات المنافق، حيث إنه يكون لطيفًا مع أصحاب المنفعة المشتركة، ومع الآخرين يكون متحجرًا باردًا كالصخر.
  • لا يساعد إلا نفسه مهما بدى في العلن أنه يدافع عن حقوق الآخرين ويحاول مساعدتهم.
  • عندما يتحدث أمامك أمام شخص بالسوء اعلم أنه سوف يتحدث عنك بالمثل فور انصرافك.
  • كثيرًا ما يلقي النصائح الزائفة التي تسبب الضرر للمحطين كي يشعر بالتفوق دائمًا عليهم.
  • لا يكون عادلًا مع المحيطين حيث يقسمهم إلى فئات الأقوياء والأغنياء والفئة الأخرى هي التي لا خوف منها ولا منفعة، وبالتالي يكون هناك فرق شاسع في المعاملة بين الفئتين.
  • إذا كانت بينه وبين شخصٍ ما منفعة يتستر على جميع عيوبه وأخطائه وعندما يحصل عليها يفضح سره لشخص آخر ليستفيد منه ويثبت له الولاء.
  • يحلو له أن يصدر الأحكام على الآخرين، ولكن عندما يتم الحكم عليه لا يتقبل ذلك ويتهمهم بعدم التسامح.
  • دائمًا ما يقدم الأعذار لنفسه ولا يقدمها لغيره في مواقف مشابهة، حيث إن النرجسي والنفاق من الصفات المتوافقة.
  • كثيرًا ما يدعي أنه من علية القوم رغم أنه على النقيض، ودائمًا يضع القواعد ولا يتبعها، يتصرف بطريقة معينة في حضور الناس وبطريقة معاكسة تمامًا عندما يذهبون.

أسباب النفاق الاجتماعي

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الشخص منافقًا من أبرزها أن تكون تربيته غير سليمة أو أن يكون مهملًا في واجباته الدينية، إلى جانب قلة الثقافة والوعي، ونتعرف على المزيد من التفاصيل فيما يلي:

1- ازدواجية المعايير

قد يكون المنافق منصفًا في الموضوعات التي تتماشى مع مصالحه ورغباته وتكون مبادئه واضحة وصارمة، لكن في بعض القضايا الأخرى يكون موقفه أكثر هشاشة لأن الصرامة سوف تضر بمصالحه.

يكون عادلًا في الأمور التي تهمه فقط، فمثلًا نجد أنه يغضب عند رؤية سائق لا يقف له على ممر المشاة، في حين أنه يتسلل إلى الممر عندما يكون متأخرًا، ودائمًا ما يختلق الأعذار بسبب أخلاق المزدوجة.

2- الضعف الأخلاقي

لا تجتمع الأخلاق والنفاق في مكان واحد فكيف للشخص الخلوق أن يكون متناقضًا أو متملقًا، وعادةً ما يكون الشخص منافقًا عندما تكون أخلاقه غير سوية، حيث نجد أن جميع معاييره الأخلاقية تتوقف على منفعته وهذا ما يتناقض مع مفهوم الأخلاق، فالخلق السليم هو أن تكون مع الحق دائمًا، سواء بمنفعة أو بدون.

3- فساد الدين

نهت جميع الأديان عن النفاق لا سيما الدين الإسلامي الحنيف في الكثير من المواضع في القرآن والسنة، ولا يمكن أن يكون المؤمن منافقًا لوجود تناقض جوهري بين هذه الصفات، حيث إن الدين مبني على الصدق والإخلاص والشفافية في القول والعمل وهذه الصفات أبعد ما يكون عن الشخص المنافق.

4- التربية غير السوية

للأسرة والمدرسة دور كبير في تنشئة الإنسان تنشئة سوية، لذا يجب التنويه منذ الصغر إلى خطورة هذه الصفات السيئة، لأن الإهمال في الجانب التربوي هو ما ينشئ الكاذبين والمنافقين والخونة، الذين يؤثرون سلبًا على جميع المحيطين بهم ولا يقدمون الخير لمجتمعاتهم أو أوطانهم.

آثار النفاق الاجتماعي على المحيطين

هناك العديد من الآثار السلبية التي تنتج عن تفشي ظاهرة النفاق الاجتماعي لا سيما إن كان الاعتقاد السائد أنه يحقق الكثير من المكاسب، ومن أبرز هذه الآثار ما يلي:

  • انعدام الثقة وفقدان المصداقية في التعامل من أبرز الآثار السلبية للنفاق الاجتماعي، لأن الكذب والنفاق رفيقان ومع كثرة الكذب يدب الشك في النفوس وهو ما يؤول في النهاية إلى الخصام وإيقاف التعامل المهني أو الاجتماعي.
  • المنافق يحاول أن يفعل أي شيء لتحقيق مصالحه لذا دائمًا ما ينشر الوقيعة بين الناس ليستطيع التحكم به لتحقيق رغباته.
  • التقليد من أبرز مساوئ النفاق لأن بعض ضعاف النفوس يقلدون المنافق تحت مسميات مغلوطة من أمثلة الذكاء الاجتماعي والدبلوماسية وغيرها.
  • فِقدانُ المصداقيَّةِ في التعاملات المهنية والاجتماعية يقترن دائمًا بتفشي النفاق الاجتماعي، بالإضافة إلى تفشي الكثير من الرذائل لتحقيق المصالح دون أي اعتبارات أخرى.
اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية