ما هو سبب ظاهرة المد والجزر والفرق بينهما

كتب بواسطة: سلمى حمود | نشر في

ظاهرة المد والجزر هي واحدة من الظواهر الطبيعية المثيرة التي تحدث في محيطات وبحار العالم، هذه الظاهرة تتميز بتغيرات دورية في مستوى المياه، حيث يرتفع وينخفض بشكل منتظم، ولهذه الظاهرة تأثيرات كبيرة على الحياة البحرية، الملاحة، والصيد، بالإضافة إلى تأثيرها على الأنشطة البشرية المختلفة مثل بناء الموانئ والجسور، وتعتبر دراسة المد والجزر جزءًا مهمًا من علم المحيطات، حيث تساعد العلماء على فهم ديناميكيات الأرض والمحيطات بشكل أفضل.

سبب ظاهرة المد والجزر

فيما يلي سوف نلقي الضوء على أسباب ظهور المد والجزر:

تحدث ظاهرة المد والجزر نتيجة لتأثير جاذبية كل من القمر والشمس على مياه المحيطات والبحار، حيث أن جاذبية القمر هي العامل الرئيسي في هذه الظاهرة بسبب قربه من الأرض، حيث تسحب جاذبيته المياه نحوها، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى المياه في المناطق المواجهة للقمر، وهو ما يعرف بالمد.
في الوقت نفسه، يحدث انخفاض في مستوى المياه في المناطق البعيدة عن القمر، وهو ما يعرف بالجزر
بالإضافة إلى ذلك، تلعب قوة الطرد المركزي الناتجة عن دوران الأرض حول نفسها دورًا في هذه الظاهرة، حيث تؤدي إلى تمدد المياه في الجهة المقابلة للقمر، وجاذبية الشمس أيضًا تؤثر على المد والجزر، ولكن تأثيرها أقل من تأثير القمر بسبب بعدها الكبير عن الأرض.

ما هي العوامل التي تؤثر على ارتفاع وانخفاض المد والجزر؟

تتأثر ظاهرة المد والجزر بعدة عوامل رئيسية، منها:

جاذبية القمر والشمس.
موقع المسطح المائي، حيث تختلف شدة المد والجزر بناءً على موقع المحيط أو البحر، على سبيل المثال، تكون شدة المد والجزر أكبر في الخلجان الضيقة والمسطحات المائية الصغيرة مقارنة بالمحيطات المفتوحة.
شكل قاع البحر والتضاريس المحيطة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على شدة المد والجزر، والمناطق ذات القيعان الضحلة قد تشهد مدًا وجزرًا أكثر وضوحًا.
الرياح القوية والتيارات البحرية يمكن أن تزيد أو تقلل من تأثير المد والجزر، والرياح التي تهب باتجاه الشاطئ يمكن أن تزيد من ارتفاع المد، بينما الرياح التي تهب بعيدًا عن الشاطئ يمكن أن تقلل منه.
زاوية انحراف القمر عن مستوى خط الاستواء تؤثر أيضًا على شدة المد والجزر، وكلما كانت الزاوية أكبر، كان المد أعلى.

الفرق بين المد والجزر

المد والجزر هما ظاهرتان طبيعيتان متعاكستان تحدثان في المحيطات والبحار نتيجة لتأثير جاذبية القمر والشمس، بالإضافة إلى قوة الطرد المركزي الناتجة عن دوران الأرض، إليك الفرق بينهما:

المد: هو ارتفاع مستوى المياه في المحيطات والبحار، ويحدث عندما تسحب جاذبية القمر المياه نحوها، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى المياه في المناطق المواجهة للقمر، وهو يحدث مرتين في اليوم تقريبًا، كل 12 ساعة و25 دقيقة.
الجزر: هو انخفاض مستوى المياه في المحيطات والبحار، ويحدث عندما تكون المناطق بعيدة عن تأثير جاذبية القمر، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى المياه، ويحدث أيضًا مرتين في اليوم تقريبًا، كل 12 ساعة و25 دقيقة، بالتناوب مع المد.

ما هو تأثير المد والجزر على الحياة البحرية؟

تؤثر ظاهرة المد والجزر بشكل كبير على الحياة البحرية بطرق متعددة، تشمل التأثيرات البيولوجية، الجيولوجية، والكيميائية، إليك بعض هذه التأثيرات:

التأثيرات البيولوجية

أثناء المد العالي، تغمر المياه مناطق المد والجزر، مما يوفر بيئة مؤقتة للعديد من الكائنات مثل السرطانات والقواقع والديدان البحرية، وعند الجزر، تنحسر المياه وتصبح المناطق المغمورة مكشوفة، مما يؤدي إلى تنقل الكائنات الحية أو تكيفها مع الظروف الجديدة، كما تعتمد العديد من الكائنات البحرية على التغيرات في مستويات المياه للتكاثر والتغذية، على سبيل المثال، تستغل بعض الأسماك واللافقاريات ظاهرة المد العالي للوصول إلى مناطق التغذية أو التكاثر في المناطق الساحلية الضحلة.

التأثيرات الجيولوجية

تلعب الأمواج الناتجة عن المد والجزر دورًا مهمًا في تشكيل السواحل عن طريق نقل الرواسب الرملية والحصوية، ويؤدي هذا إلى تشكيل الكثبان الرملية والشواطئ والحواجز الرملية، كما يؤدي تحرك المياه أثناء المد والجزر إلى تآكل السواحل وترسب الرواسب في أماكن جديدة، مما يؤثر على الموائل الطبيعية.

التأثيرات الكيميائية

تسهم حركة المياه المستمرة أثناء المد والجزر في توزيع المغذيات والأملاح المعدنية في البيئة البحرية، مما يحسن من توافر المواد الغذائية للنباتات البحرية مثل الطحالب والعوالق النباتية، وتساعد حركة المد والجزر على تهوية المياه، مما يزيد من تركيز الأوكسجين الذائب في المياه السطحية، وهو أمر حيوي للكائنات البحرية التي تعتمد على الأوكسجين في التنفس، كما تعتبر ظاهرة المد والجزر عنصرًا أساسيًا في ديناميكية البيئة البحرية، حيث تتفاعل تأثيراتها البيولوجية والجيولوجية والكيميائية بطرق معقدة لتشكيل وتحديد خصائص النظم البيئية الساحلية.

اقرأ المزيد