دور المؤسسات التعليمية في مكافحة المخدرات والقضاء عليها

كتب بواسطة: حميد صالح | نشر في

تعد المؤسسات التعليمية من أهم ركائز المجتمع، لما لها من دور حيوي في تشكيل وعي الأجيال الجديدة وتوجيه سلوكهم، وفي ظل التحديات المتزايدة التي تفرضها ظاهرة المخدرات، يصبح دور هذه المؤسسات أكثر أهمية من أي وقت مضى، المدارس والجامعات ليست مجرد أماكن للتعلم الأكاديمي، بل هي بيئات تعليمية تعزز القيم وتساعد في بناء شخصية الطالب.

دور المؤسسات التعليمية في مكافحة المخدرات والقضاء عليها

يمكن للمدارس والمؤسسات التعليمية تقديم المعلومات لطلابها للتوعية بأضرار المخدرات بالطرق التالية:

1. التوعية المؤسسات التعليمية

تلعب المؤسسات التعليمية دورا هاما في التوعية بمخاطر تعاطي المخدرات وعواقبها، ويتم ذلك من خلال دمج الأنشطة المدرسية في موضوعات تتحدث عن المخدرات وأضرارها، وكذلك دمج هذه المواضيع في المناهج الدراسية المهمة، وذلك من خلال تنظيم لقاءات دورية لأولياء الأمور لمساعدتهم على أن يصبحوا أكثر وعياً من خلال تقديم النصائح لهم حول كيفية حماية أطفالهم من المخدرات.

2. اتخاذ الإجراءات المناسبة

يمكن للمؤسسات التعليمية اتخاذ الإجراء المناسب عند وجود دليل على تعاطي أحد أعضائها للمخدرات أو بيعها، وذلك بإحالة الطلاب المدمنين إلى أخصائي صحي للتدخل المبكر في العلاج، كما تقوم بتوفير مستشار أكاديمي مؤهل قادر على تقديم التوجيه للطلاب الذين يحتاجون إلى خطط علاجية لربطها بموارد المجتمع.

3. برنامج التدريب على المهارات الحياتية

تسعى المؤسسات التعليمية إلى التركيز على منهج برنامج التدريب على المهارات الحياتية، والذي تم تصميمه لتعليم المهارات التي تمكن من التركيز بشكل محدد على مشكلة معينة والتعامل معها، وتطبيق المهارات بشكل مباشر مع مشكلة تعاطي المخدرات.

يعد برنامج التدريب على المهارات الحياتية بمثابة منهج وقائي شامل يتم تدريسه بشكل أساسي في الصف السابع، تعلّم المهارات الشخصية والاجتماعية العامة مع التأكيد على ضرورة رفض المخدرات، لذا فهي تلعب دوراً سلوكياً إيجابياً عند التعامل مع المخدرات، وقد كانت هذه البرامج والأنشطة متاحة للطلاب منذ عدة سنوات، لأنها تساعد على إقناعهم من خلال تضخيمها بشكل كبير في المجتمع.

أسباب تعاطي المخدرات

الاعتداء الجسدي: يعد العنف الجسدي والاعتداء الجنسي من أسباب تعاطي المخدرات التي تنطبع بقوة في الذاكرة ولا يستطيع الشخص التعافي منها، مما يجعله يهرب منها بالتوجه إلى التعاطي.
الأمراض الخطيرة أو بعد الجراحة: إن المعاناة من أمراض خطيرة مثل السرطان والإيدز، وإجراء العمليات الجراحية، وبالتالي استخدام مسكنات الألم ومهدئات الجهاز العصبي لأغراض طبية، تؤدي أحيانًا إلى تعلق الشخص بالمخدرات والرغبة في تجربتها، وبالتالي الوقوع في الإدمان.
التطبيب الذاتي: «جرب هذا المسكن»، «لدي مسكن لحالتك»، من العبارات الشائعة بيننا كل يوم والتي تشهد على تبادل المهدئات بين الناس والتطبيب الذاتي دون إشراف طبي، وبالتالي كثرة تناولها والوقوع في الإدمان.
الميل الشخصي إلى الإساءة: ليس كل الناس لديهم نفس الميول والرغبة في تعاطي المخدرات، حتى لو كانت لديهم نفس الظروف والدوافع، بل هناك ميول شخصية ورغبات داخلية تدفع الإنسان إلى تعاطي المخدرات وتزيد من احتمالية الإدمان عليها.
يريد التجربة: المخدرات هي أكثر العوالم غموضاً والتي تخلق حولها جواً من الحماس، والكلمات المتداولة حول قدرتها على منح السعادة والنشوة تجعل الإنسان يرغب في دخول هذه العوالم والتمرد على الثوابت المجتمعية، وبالتالي تجربة وتذوق هذه العوالم الشهيرة مشاعر.
الاكتئاب: يعد الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الأشخاص إلى تعاطي المخدرات، وبدون الحصول على العلاج المناسب الذي يخفف من نوبات الاكتئاب، لا يستطيع الشخص التعامل معها وتكون لديه الرغبة في الهروب واللجوء إلى عالم آخر خلقته المخدرات.
القلق والتوتر: يولد القلق والتوتر رغبة شديدة في تعاطي المخدرات للحصول على حالة السعادة والاسترخاء التي يخلقها المخدر، وللتخلص من الحالة النفسية الصعبة التي تؤثر على جوانب معينة من الحياة.
الضغط من الأصدقاء: "حاول أن تكون رجلاً" هو التعبير الأكثر شيوعًا بين الأصدقاء الذين يشجعون على تعاطي المخدرات، إن الضغوطات في دائرة الأصدقاء هي العامل الأول الذي يدفع الإنسان إلى تعاطي المخدرات من باب الرغبة في المواصلة. الاندماج في هذه الدائرة.
ضغوط العمل والدراسة: الضغوط العملية والمادية يمكن أن تدفع الإنسان إلى الاستهلاك، إما للابتعاد عنه أو لزيادة معدل التركيز والنشاط البدني، وهذا ينطبق أيضًا على الدراسة، مما قد يدفع الطالب إلى زيادة نشاطه ورغبته في الوصول إلى أعلى الدرجات الأكاديمية.
سهولة الحصول على الدواء: إن السماح بتداول المخدرات وعدم فرض عقوبات رادعة على تجار المخدرات يسهل عليهم تداولها بين الناس والحصول عليها.

اقرأ المزيد