تعريف الإعلاء والتسامي في علم النفس

تعريف الإعلاء والتسامي في علم النفس
كتب بواسطة: سعيد باشا | نشر في  twitter

يتعرض الإنسان في بعض الأحيان إلى العديد من المواقف المهددة لذاته ونفسه، أو قد يخوض الإنسان تجربة تسبب له ارتباك وقلق كبير يتخطى قدرة تحمله، وهذا يجعله غير قادر على مواجهة الموقف بطريقة عقلانية مما يجعله يستخدم وسائل الدفاع اللاشعورية لكي يثبت ذاته وحمايتها من أي خطر، ويلجأ الإنسان إلى هذه الوسائل بشكل خارج عن إرادته أو شعوره، ومن هذا الوسائل الإعلاء والتسامي، وهي تعد من أهم الوسائل الدفاعية.

مفهوم التسامي أو الإعلاء في علم النفس 

يمكن تعريف التسامي في علم النفس على أنه آلية دفاع من اللاوعي، وهي تهدف إلى تقليل القلق والتوتر الذي يواجه الشخص، ويواجه الإنسان فيها رغباته المرفوضة من المجتمع ويحولها إلى دوافع سامية، مثل الشخص الذي يميل إلى العدوان يقوم بتحويل طاقته إلى الرياضة وممارسة الملاكمة، وهكذا يكون قد عبر عن رغباته ونفسه بشكل سامي ولائق مجتمعيًا، وكان العالم فرويد قد أشار في نظريته للتحليل النفسي إلى أن الشخصية تتكون من ثلاث مكونات رئيسية هي:


إقرأ المزيد:خطوات صناعة السلايم بالنشا للأطفالسيرة الصحابي عمرو بن الخطاب وأبرز إنجازاته

  • الهوية: هي أول شيء يتشكل في الشخصية، كما أنها تعد مصدر الطاقة التي تقوم بتحريك السلوك، وهي تتكون من الدوافع والرغبات.
  • الأنا: تظهر هذه الصفة في شخصية الطفل، وهي تقوم بتوجيه الهوية إلى ما يتوافق مع متطلبات الواقع، وكيفية التعامل مع الرغبات والدوافع بطريقة واقعية.
  • الأنا العليا: هي الأخلاق والقيم التي يستمدها الطفل من والديه ومن ثقافتهم، كما أنه تقوم بتحفيز الطفل إلى الترف بطرق أخلاقية.

ما هي خصائص التسامي والإعلاء

يتميز الأشخاص الذين يمتلكون صفة التسامي أو الإعلاء بأنه يقوم بتلبية ومساعدة الأشخاص الذين يمتلكون حظًا أقل بدون مكافأت أو دافع مادي، كما أنه يتميز بها الخصائص التالية:

  • التحول من الأنانية إلى مراعاة احتياجات الآخرين: يتميز حامل هذه الصفة بأنه يقوم بتلبية احتياجات الأشخاص الآخرين أكثر من تلبية احتياجاته الخاصة.
  • زيادة الاهتمام الأخلاقي: يتميز الأشخاص الذين يحملون صفة التسامي بالاهتمام بالأعمال الإيجابية والصالحة.
  • تحول في القيم: يتميز أصحاب صفة التسامي بالدافع الجوهري، يعني مكافأة النشاط يتمثل في النشاط نفسه، بالإضافة إلى عدم تأثرهم بالمكافأت الخارجية أو الدوافع.
  • عواطف الرقي: يعطي التسامي الإنسان عواطف راقية وعالية المستوى، مثل الشعور بعواطف الرهبة، والارتفاع والارتياح.

أهمية التسامي أو الإعلاء 

 التسامي والإعلاء هي دوافع نفسية تنتج من الإنسان من أجل أن يعبر عن رغباته ودوافعه، وقام عالم النفس ماسلو بوصف أهمية التسامي كالتالي:

  • يقوم التسامي بالتقليل من القلق الذي ينتج عنه دوافع أو رغبات غير مقبولة.
  • يحفز التسامي الإنسان إلى القيام بعمل تجارب الذروة، وهي تجارب يتخطى بها الشخص المخاوف الشخصية التي تواجه، كما أنه ينظر إليه من منظور أعلى، وتساعده هه التجارب على الشعور بالسعادة والإيجابية.
  • يعد التسامي مؤشر أعلى من مستويات الوعي البشري، كما أنه يعطي القدرة على الربط والتصرف كأهداف وليس كوسيلة.
  • يقوم التسامي بتوجيه الدوافع والرغبات السلبية إلى سلوكيات مقبولة وإيجابية في المجتمع.
  • يعد التسامي هام جدًا في مهنة التمريض، حيث أنه يعتبر إلهام بالنسبة للمريض يساعده على الشفاء والتعافي، وكذلك هو حافز الممرض من أجل تقديم الرعاية.
  • يعمل التسامي على تحويل الجهد الذي ينتج عن التوتر أو القلق إلى أعمال وسلوكيات إيجابية مهمة جدًا في المجتمع.

ما هي آلية عمل التسامي

يقوم التسامي بتحويل التجارب السلبية والإحباط الذي ينتج عن الفشل إلى ممارسات وأنشطة إيجابية يقوم الإنسان بعملها، وتعد تلك الأنشطة آلية وقائية، تقوم بالتخفيف من التوتر والقلق الداخلي، ويمكن تحقيق التسامي الذاتي من خلال قيام الشخص بعدة أمور تقوم بتطوير شخصيته، وهي تتمثل في التالي:

  • يجب أن يعترف الإنسان بالصفات السيئة التي يحملها، وكذلك تخصيص وقت من أجل التعمق والتفكير في هذه الصفات وكيفية معالجتها، وكذلك التفكير في الصفات الحميدة وكيفية تطويرها.
  • يجب أن يقوم الشخص بتعزيز نفسه بالحكمة والمعرفة، وذلك من أجل أن يصل إلى الوعي.
  • يجب أن يبحث الشخص عن الوضعية التي تجعله في حالة سكينة وهدوء، وكذلك العمل على استغلالها من أجل الدخول إلى الإلهام.
  • يقوم الشخص بتدوين المشاعر والأفكار التي تواجه بشكل يومي في دفتر خاص.
  • يقوم الشخص بتخصيص بعض الوقت من أجل الإبداع، وعمل تجارب جديدة.
اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية