ما هي أولوياتك في الحياة؟

كتب بواسطة: لميس احمد | نشر في

الحياة عبارة عن سلسلة متواصلة من الخيارات، وكل خيار يعكس الأولويات التي نتبعها، ولكل فرد في هذا العالم أولويات مختلفة بناءً على معتقداته، طموحاته، تجاربه الشخصية، وثقافته، ومعرفة الأولويات وترتيبها يمكن أن يكون المفتاح لتحقيق السعادة والرضا الشخصي، لأنها توضح المسار الذي يجب أن يسير فيه الشخص لتحقيق أهدافه وتحقيق التوازن بين مختلف جوانب حياته.

مفهوم الأولويات

الأولويات هي الأمور التي يقرر الفرد أنها أكثر أهمية بالنسبة له في حياته، وقد تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، وعلى سبيل المثال قد يكون لبعض الأشخاص الاستقرار المالي هو الأولوية القصوى، بينما قد يركز الآخرون على العلاقات الشخصية أو النمو الروحي، وليست ثابتة؛ فهي تتغير مع مرور الوقت وفقًا للتغيرات في الحياة والأوضاع المختلفة التي يمر بها الفرد.

كيف يمكن تحديد الأولويات؟

تحديد الأولويات يبدأ بمعرفة الذات، وعليك أن تجيب على أسئلة معينة بصدق مع نفسك مثل: ما الذي يهمك حقًا؟ ما هي الأهداف التي تود تحقيقها؟ أين تريد أن ترى نفسك في المستقبل؟ هل تسعى خلف النجاح المهني أم أنك تبحث عن الاستقرار العائلي أو تحقيق ذاتك من خلال الأعمال الخيرية؟ هذه الأسئلة تمثل الخطوة الأولى في تحديد أولوياتك.

يمكن أن يساعد التفكير في القيم والمبادئ الشخصية على تحديد الأولويات، وبعض الأفراد قد يضعون الصدق، الالتزام أو العطاء في قائمة أولوياتهم، ومن ناحية أخرى قد يكون للبعض الآخر قيم مثل النجاح المادي أو الشهرة هي ما يحدد اتجاه حياتهم.

الأولويات الشخصية

تتعلق الأولويات الشخصية بكل ما يعكس شغف الشخص وطموحه، ومن بين هذه الأولويات:

الحفاظ على الصحة يأتي في مقدمة الأولويات بالنسبة للكثيرين، والصحة الجيدة تمكنك من القيام بجميع المهام الأخرى وتساعدك على متابعة تحقيق أهدافك.
العناية بالجسم من خلال الرياضة والتغذية الجيدة، والعناية بالعقل من خلال التأمل أو الابتعاد عن التوتر، يجب أن تكون دائمًا في صدارة الأولويات.
بالنسبة للكثيرين العائلة تأتي في المقام الأول، والروابط العائلية القوية تمنح الأشخاص الدعم العاطفي والمعنوي في أوقات الأزمات والنجاح.
بالإضافة إلى ذلك العلاقات الاجتماعية الأخرى مثل الصداقات والعلاقات العاطفية لها دور كبير في تحديد السعادة والراحة النفسية.
يضع بعض الأشخاص التطور الذاتي والتعلم المستمر كأولوية في حياتهم، ويشمل تطوير المهارات المهنية، تعلم لغات جديدة أو البحث عن طرق لتحسين الذات من الناحية الروحية أو النفسية.

الأولويات المهنية

المسار المهني هو جزء مهم من حياة الكثير من الأفراد، وتحديد الأولويات في هذا الجانب يتطلب التفكير العميق في أهدافك المهنية وما الذي ترغب في تحقيقه على المدى الطويل، وهل تسعى إلى التقدم في مسار وظيفي معين؟ هل ترغب في تحقيق الاستقلال المالي؟ أم أنك تبحث عن عمل يمنحك الرضا النفسي ويحقق لك التوازن بين العمل والحياة؟

أصبح من الممكن للكثيرين العمل من أي مكان وفي أي وقت، ولكن هذا أضاف تحديًا جديدًا يتمثل في القدرة على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.
هذا التوازن يعتبر أولوية للكثير من الأشخاص الذين لا يرغبون في التضحية بعلاقاتهم أو صحتهم من أجل النجاح المهني.
بالنسبة للبعض النجاح المالي هو الهدف الرئيسي، وهذا قد يعني العمل بجد لتحقيق الاستقرار المالي والراحة في الحياة.
قد يتطلب ذلك اتخاذ قرارات صعبة مثل التضحية بوقت الفراغ أو العلاقات الشخصية في بعض الأحيان للوصول إلى هذا الهدف.

كيف تتغير الأولويات مع الوقت؟

من المهم أن نفهم أن الأولويات ليست ثابتة، وما نراه أولوية اليوم قد لا يكون كذلك في المستقبل، وعلى سبيل المثال قد يكون الشخص في بداية حياته المهنية يركز بشكل كبير على النجاح الوظيفي وبناء مستقبل مالي مستقر، ومع مرور الوقت قد تتغير لتصبح العائلة أو الراحة النفسية أكثر أهمية.

تغير الأولويات مرتبط أيضًا بالتجارب التي يمر بها الإنسان، وتجربة النجاح قد تدفع الفرد إلى التركيز أكثر على العطاء والخدمة المجتمعية، وفي المقابل مواجهة التحديات الصحية قد تجعل الشخص يعيد ترتيب أولوياته ليضع الصحة في المقدمة.

كيفية التوازن بين الأولويات

إدارة الأولويات يتطلب القدرة على الموازنة بين مختلف جوانب الحياة، وإذا كانت جميع جوانب الحياة مهمة بالنسبة لك عليك أن تجد طريقة لتخصيص الوقت والجهد لكل منها بما يتناسب مع أهميتها، وقد يكون من المفيد تحديد أهداف صغيرة لكل جانب من جوانب حياتك والالتزام بمتابعتها.

من المهم أيضًا أن تتعلم قول "لا" للأشياء التي قد تؤثر سلبًا على أولوياتك، وإذا كنت تعلم أن تحقيق هدف معين يتطلب منك التضحية بشيء آخر، يجب أن تكون مستعدًا لاتخاذ القرار الصحيح الذي يناسب أولوياتك.

اقرأ المزيد