هل النقاب يؤثر على النظر؟

كتب بواسطة: احمد الزهراني | نشر في

يعتبر النقاب من المواضيع الحساسة التي تثير الكثير من التساؤلات خصوصًا فيما يتعلق بتأثيره على صحة المرأة، يسعى العديد من الأشخاص لمعرفة الحكم الشرعي والنظري حول هذا الموضوع، حيث أن النقاب هو ما ترتديه المرأة لتغطية وجهها، ورغم أنه يعد من الفضائل إلا أن هناك حالات تستدعي خلعه، حيث يعتبر مفيدًا من الناحية الصحية.

هل النقاب يؤثر على النظر

يبحث الكثيرون عن رأي الدين في بعض المسائل ومن بينها موضوع النقاب الذي يعد من القضايا المثيرة للجدل، حيث سنوضح لكم التفاصيل عبر ما يلي:

النقاب هو غطاء ترتديه المرأة على وجهها لتغطيته، لكن هناك حالات تستدعي خلعه نظرًا لما يمكن أن يسببه من آثار صحية سلبية.
كما أنه من الضروري التأكيد على أن ارتداء النقاب يعد فضيلة وليس فرضًا دينيًا.
كذلك يعاني بعض النساء من مشاكل صحية بسبب ارتدائه لفترات طويلة، مثل ضيق التنفس، كما قد يؤدي شد النقاب على الرأس إلى ارتفاع ضغط الدم.
أما من الجانب الطبي يمكن للنقاب أن يؤثر على صحة العين، حيث إن ضيق فتحة النقاب قد يلامس حافة الرموش ويتسبب في ثنيها نحو القرنية، مما قد يؤدي إلى جروح فيها.
وفيما يخص الناحية الشرعية، فإن النقاب ليس واجبًا، فإذا تسبب في أذى صحي للمرأة فمن الأفضل عدم ارتدائه، حيث إن القاعدة الفقهية تشير إلى ضرورة عدم إلحاق الضرر بالنفس أو بالآخرين.

أضرار ارتداء النقاب

توجد العديد من الأضرار المحتملة لارتداء النقاب، وليس فقط فيما يتعلق بتأثيره على النظر، من هذه الأضرار:

يمكن أن يؤثر ارتداء النقاب على المدى الطويل على صحة الجهاز التنفسي للمرأة، حيث يؤدي وجود القماش بالقرب من الأنف والفم إلى تراكم البكتيريا.
تراكم البكتيريا والغبار على النقاب قد يسبب مشكلات في الجهاز التنفسي.
قد يؤدي النقاب إلى زيادة احتمالية التهاب الرئتين، إذ أن ارتداءه يجبر المرأة على استنشاق كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون، مما قد يسبب مشكلات تنفسية.
الأشخاص الذين يعانون من التهابات الشعب الهوائية أو الحساسية الصدرية قد يتأثرون سلبًا عند ارتداء النقاب، مما يجعله غير مناسب لهم.
بالإضافة إلى الأضرار الصحية قد يستخدم النقاب لأغراض غير قانونية، مثل إخفاء الهوية عند السرقة أو التسلل.
كذلك في بعض الحالات يتم استغلال النقاب في عمليات التسول أو حتى ارتكاب جرائم مثل القتل.

ما حكم ارتداء النقاب عند الفقهاء؟

اختلف الفقهاء في حكم النقاب، حيث رأى بعضهم أنه واجب بينما اعتبره آخرون سنة، وفي هذا السياق اتفقت غالبية علماء المذاهب الأربعة (الحنفية، الشافعية، الحنبلية، والمالكية) على أن وجه المرأة ليس بعورة، وبالتالي يجوز لها كشفه.

لكنهم اشترطوا ألا تظهر الفتاة زينتها إلا ما يرى من الوجه والكفين، مستندين إلى قول الله تعالى: "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا"، على الجانب الآخر ذهب كل من الإمام أحمد بن حنبل وعبد الله بن مسعود إلى أن الوجه والكفين يعتبران عورة يجب سترهما، مما يعني أن النقاب يصبح واجبًا وفقًا لهذا الرأي.

شروط حجاب المرأة المسلمة

يعتبر الحجاب وسيلة لحماية عورة المرأة، مع استثناء الوجه والكفين وهناك مجموعة من الشروط التي ينبغي الالتزام بها، منها:

يجب أن يغطي الحجاب كافة أجزاء الجسم.
ينبغي أن يكون خاليًا من أي زينة أو تزيين.
يجب أن يكون فضفاضًا وغير شفاف، بحيث لا يحدد معالم الجسم.
يجب أن يتجنب أي تشبه بملابس الرجال، حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر، كما قال: "لعن رسول الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء".
يجب أن لا يكون لباسًا يميزها عن غيرها من النساء في منطقتها، وأن لا تتشبه بملابس الكافرات.

حكم إظهار المرأة عينيها

العين لا تعتبر من الزينة التي حظر إظهارها لأنها تستخدم لرؤية الطريق، وقد أشار العديد من الفقهاء إلى أن إظهار العينين لا يدخل ضمن الزينة الممنوعة، ولكن إذا أمكن للمرأة أن تستر وجهها مع القدرة على رؤية الطريق من خلال الخمار فهذا يعتبر الأفضل.

وإذا لم يكن ذلك ممكنًا فلا ضير من إظهار العينين أو إحدى العينين، كما تفعل بعض النساء في البادية باستخدام النقاب، الذي يعرف أيضًا بالبرقع، لذلك إذا ارتدت برقعًا أو نقابًا يغطي وجهها باستثناء عينيها، فلا مانع في ذلك لأن الحاجة لرؤية الطريق تقتضي ذلك.

اقرأ المزيد