الفرق بين منظمة اليونيسيف ومنظمة اليونسكو

كتب بواسطة: سلمى حمود | نشر في

تعد المنظمات الدولية أحد أهم الأدوات التي يتم من خلالها تعزيز التعاون الدولي وحل المشاكل العالمية، ومن بينها تأتي منظمتان بارزتان وهما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وعلى الرغم من أن كلا المنظمتين تعملان تحت مظلة الأمم المتحدة، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بينهما في الأهداف والمهام التي تسعى كل منهما لتحقيقها.

الفرق بين منظمة اليونيسيف ومنظمة اليونسكو

رغم أن كل من اليونيسيف واليونسكو تعملان تحت مظلة الأمم المتحدة، إلا أن لكل منهما دورًا مختلفًا يسعى لتحقيقه، وتركز اليونيسيف بشكل أساسي على رفاهية الأطفال في العالم، بينما تُعنى اليونسكو بتعزيز التعليم، العلوم، والثقافة، وسنلقي نظرة على الفرق بين اليونيسيف واليونسكو من حيث الأهداف، المهام، التركيز الجغرافي، والفئات المستهدفة:

أهداف منظمة اليونيسيف ومنظمة اليونسكو:

تأسست منظمة اليونيسيف في عام 1946، وكانت في البداية تُعرف بـ"صندوق الطوارئ الدولي للأطفال".
الهدف الأساسي لليونيسيف هو حماية حقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم وضمان حصولهم على التعليم، الرعاية الصحية، والتغذية الكافية.
تركز اليونيسيف بشكل أساسي على تعزيز رفاهية الأطفال، خصوصًا في البلدان النامية والمناطق التي تشهد نزاعات أو كوارث طبيعية.
تعمل المنظمة على تقديم الدعم للأطفال في مواجهة المجاعات، الحروب، والفقر لضمان أن ينشأوا في بيئة آمنة وصحية تتيح لهم فرص النمو والازدهار.
على الجانب الآخر تم تأسيس منظمة اليونسكو في عام 1945 بهدف تعزيز السلام والأمن من خلال التعاون الدولي في مجالات التعليم، العلوم، الثقافة، والاتصالات.
تُعنى اليونسكو بدعم الأنشطة التي تسهم في التنمية البشرية من خلال التعليم والثقافة، وتعزيز الحوار بين الثقافات والشعوب.
تسعى المنظمة إلى الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي، وتطوير برامج تعليمية تعزز فهم العلوم والثقافات المختلفة.

مهام وأنشطة اليونيسيف واليونسكو:

تعمل اليونيسيف على توفير الحماية والدعم للأطفال، وتركز على مجالات مثل التعليم والصحة والتغذية.
من أبرز مهام اليونيسيف دعم البرامج التعليمية في المناطق الفقيرة أو المتضررة من النزاعات.
تُسهم المنظمة في بناء المدارس وتوفير المواد التعليمية للأطفال الذين حُرموا من حقهم في التعليم.
كما تعمل اليونيسيف على تحسين الرعاية الصحية للأطفال من خلال تقديم اللقاحات ضد الأمراض الخطيرة وتوفير الغذاء والمياه النظيفة.
تهدف المنظمة أيضًا إلى مكافحة عمالة الأطفال والعنف ضد الأطفال، وتسعى إلى خلق بيئات آمنة لهم.
أما اليونسكو فتُعنى بشكل كبير بتطوير التعليم، وتعزيز التعاون العلمي بين الدول، وحماية التراث الثقافي العالمي.
تُشرف المنظمة على مواقع التراث العالمي، وتعمل على حماية المعالم الثقافية والطبيعية التي تمثل قيمة استثنائية للبشرية.
كما تُعنى اليونسكو بتطوير نظم التعليم في جميع أنحاء العالم، حيث تُعد المنظمة مصدرًا رئيسيًا للبحوث والسياسات التعليمية.
بالإضافة إلى ذلك تعمل اليونسكو على تشجيع الحوار بين الثقافات، ومحاربة التمييز العرقي والثقافي، وتعزيز حرية التعبير وحرية الصحافة.

تركيز اليونيسيف واليونسكو الجغرافي:

تركز اليونيسيف على الدول النامية والمناطق التي تشهد نزاعات وكوارث طبيعية.
تعتبر أفريقيا، جنوب شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية من بين المناطق الأكثر اهتمامًا ببرامج اليونيسيف.
تعمل المنظمة على تقديم الدعم للأطفال في مناطق الحروب والنزاعات مثل سوريا واليمن، حيث تقوم بتنفيذ برامج عاجلة لتوفير التعليم والغذاء والرعاية الصحية للأطفال المتضررين.
تعمل اليونيسيف أيضًا في مناطق تعاني من الفقر المدقع، حيث تسعى إلى تحسين ظروف الحياة للأطفال من خلال تقديم المساعدات الطارئة والمشاريع طويلة الأمد.
أما اليونسكو، فتعمل في جميع أنحاء العالم ولكن بتركيز خاص على التعليم والثقافة.
تُدير المنظمة برامج تعليمية وثقافية في كل من الدول المتقدمة والدول النامية.
يتنوع نشاط اليونسكو بين دعم برامج التعليم في الدول الأفريقية إلى حماية التراث الثقافي في أوروبا وآسيا.
كما تُشرف اليونسكو على قائمة مواقع التراث العالمي التي تشمل معالم ومواقع في جميع القارات.
تتعاون اليونسكو مع الحكومات والمؤسسات الثقافية والتعليمية في جميع أنحاء العالم لتحقيق أهدافها في تعزيز السلام من خلال التعليم والثقافة.

الفئات المستهدفة لليونيسيف ولليونسكو:

تستهدف اليونيسيف الأطفال بشكل أساسي، بالإضافة إلى النساء الحوامل والمرضعات في بعض البرامج الصحية.
تُعتبر اليونيسيف المنظمة الرائدة في حماية حقوق الأطفال وضمان رفاهيتهم.
تُركز المنظمة على الأطفال المحرومين والمعرضين للخطر في مناطق النزاعات والفقر.
كما تقدم اليونيسيف برامج خاصة بالأطفال اللاجئين والنازحين بسبب الحروب والكوارث الطبيعية.
أما اليونسكو، فتستهدف البشرية بشكل عام من خلال العمل على تطوير التعليم، الثقافة، والعلوم.
يُعد كل فرد في العالم مستهدفًا من برامج اليونسكو التي تسعى إلى تعزيز الوعي الثقافي والتعليم على مستوى العالم.
كما تستهدف اليونسكو بشكل خاص الباحثين والعلماء والمثقفين، بالإضافة إلى الحكومات والمؤسسات التعليمية والثقافية.
تعمل المنظمة على تحسين مستوى التعليم وتعزيز البحث العلمي والتعاون الثقافي بين الأمم والشعوب.

تمويل اليونيسيف واليونسكو:

تعتمد اليونيسيف بشكل كبير على التبرعات الطوعية من الحكومات، المنظمات غير الحكومية، والأفراد.
تُعتبر اليونيسيف واحدة من أكبر المنظمات التي تعتمد على التبرعات الطوعية لتقديم خدماتها.
تساهم الحكومات المانحة والشركات الخاصة في دعم برامج اليونيسيف المختلفة في جميع أنحاء العالم.
أما اليونسكو، فتتلقى تمويلها من المساهمات الإلزامية التي تقدمها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
كما تتلقى اليونسكو تبرعات من الجهات المانحة لتمويل مشاريع معينة، لكنها تعتمد بشكل أساسي على المساهمات المالية من الدول الأعضاء لتغطية نفقاتها وتنفيذ برامجها.

اقرأ المزيد