مراحل نشأة الكون.. ما هي نظرية نشأة الكون؟

كتب بواسطة: حميد صالح | نشر في

هناك العديد من النظريات الكونية التي تسابق العلماء إلى اكتشافها ووضعها لتفسير نشأة الكون وبدايته، بعض تلك النظريات استند على النظريات الفيزيائية والبعض الآخر على علم الحساب وعلوم الفلك وغيرها من المعايير العلمية التي لجأ إليها العلماء بسلسلة اكتشافاتهم في طريق بحثهم عن أسباب جوهرية لبدء الحياة على الأرض.

نظرية نشأة الكون

تُفسّر نظرية نشأة الكون وتطوره في ضوء نظرية الانفجار العظيم، والتي تُشير إلى أصل الكون "الكون المنظور"، وتُشير النظرية إلى النقاط الآتية:

كان الكون في حالة من السخونية والحرارة الشديدة مرتفعة الكثافة والتي أدت إلى تمدد الكون حيث كان عبارة عن كتلة واحدة فقط عند نشأته.
بالإشارة إلى عمر الكون بدأ حدوث التمدد الأول والذي أدى إلى انخفاض درجة حرارة الكون إلى الدرجة التي تمكن عندها من تكوين بعض الجسيمات غير الذرية مثل الإلكترونات والبروتونات والنيوترونات.
بالدقائق التالية لحدوث الانفجار العظيم تكّونت العديد من النويات الذرية ولقد استغرق الأمر انقضاء آلاف السنوات وصولًا إلى الذرات المتعادلة كهربائيًا.
بمرور الوقت أخذت الذرات الناجمة عن الانفجار العظيم في التكّون والتي كانت مكونة من الهيليوم والهيدروجين والليثيوم والتي أخذت في الالتئام معًا مكونة المجرات والنجوم في ضوء سلسلة من التفاعلات عرفت باسم "تفاعلات الانصهار النجمي".

مراحل نشأة الكون

لقد أوضح العلماء سلسلة من التفاعلات والأحداث الكونية التي حدثت بدايةً من الفضاء الكوني إلى الانفجار العظيم ومتابعة التسلسل الزمني إلى وصولًا إلى تكوين المجرات والكواكب والنجوم بشكلها الحالي، ولقد جاءت تلك المراحل كما يلي:

1- تمدد الكون

يُشير العالم الفيزياء الشهير "شين كارول" إلى بداية الكون عند لحظة من الزمن، تلك التي بدأ فيها الزمن تحديدًا ومنها تمكن قياس الوقت باللحظات اللاحقة لها، ومن تلك النقطة أخذت نشأة الكون -طبقًا لنظرية الانفجار العظيم- من تلك الحالة الانفرادية حيث كان الكون متناهي الصغر ومرتفع الحرارة والكثافة جدًا آخذًا في التمدد والانتفاخ.

من تلك المرحلة تم بداية التوسع الخارجي للكون بمختلف الاتجاهات ثم جاء نموذج الانفجار العظيم ممثلًا بتلك النقطة الصغيرة غير المُتناهية من الكثافة اللانهائية، والتي كانت الانطلاق للفهم الحالي لطبيعة نشأة الكون بصورته الحالية.

2- حقبة التضخم الكوني

كان ذلك العصر تاليًا للانفجار العظيم حيث بدأ من تلك النقطة النمو المُتسارع والكبير للكون بدايةً من ( 0.0000000000000000000000000000001) قبل الثانية الأولى من زمن الانفجار الكبير، ويُفسّر العلماء بأن تلك المرحلة لم يحدث بها توسع للكون أي فصل وتفرق الأجزاء السابقة الاتصال بل عرف بعصر التضخم من قبل علماء الكونيات، وتم الاستدلال على ذلك من التشابه الكبير الحادث فيما بين مجموعة المناطق النائية بالفضاء الكوني رغمًا عن تلك المسافات الكبيرة جدًا التي تفصل بينهما حاليًا.

3- العصر المبكر لبداية الكون

بمرور الوقت وتحديدًا بعد انقضاء ملي ثانية من بداية الزمن تم تسجيل أعلى درجات الحرارة للكون والتي تراوحت فيما بين 4 إلى 6 تريليون درجة مئوية، إلا أن تلك الدرجات أخذت في الانخفاض ليبرد الكون تدريجيًا مع استمرار التمدد الكوني بجميع الاتجاهات، وصولًا إلى درجة الحرارة الأكثر اعتدالًا لتكوين ما يُعرف باسم (الكواركات Quarks) مع بعضها البعض (بروتونات+ نيوترونات).

4- الذرات الأولى للكون

هذا ويُشير العلماء إلى بداية تكوين الذرات الأولى للكون بداية من احتساب الزمن وتحديدًا بالثلاثة دقائق الأولى، حيث أخذت مجموعة البروتونات والنيوترونات في الاندماج مع بعضها البعض مكونة "الديوتيريوم" وهو نظير الهيدروجين بالإضافة إلى كميات من الليثيوم والهيليوم.

ثم مع استمرار انخفاض درجة حرارة الكون بالتبريد عقب الانفجار الكبير اتحدت ذرات الهيليوم والهيدروجين مع مجموعة الإلكترونات الحرة المنتشرة بالفضاء مكونة بذلك "الذرات المحايدة الأولى" أي ذرات الكون الأولى مما أدى إلى متابعة اصطدام مجموعة الفوتونات بالإلكترونات مُكّونة (CMB) الخلفية الكوني.

بعد ذلك بدأت فترة العصور المظلمة التي قدرت بحوالي 100 مليون سنة من عمر الكون حيث لم ينبعث بتلك الفترة أي ضوء مطلقًا لذلك سميت باسم "العصور الكونية المظلمة".

5- بداية تكوين النجوم الأولى

أشار علماء الفلك إلى بداية تكوين النجوم الأولى بعد انقضاء حوالي 180 مليون سنة من الانفجار العظيم حيث أخذ الهيليوم والهيدروجين في توليد درجات حرارة مرتفعة جدًا تمكنت من إضاءة أولى النجوم بالكون وصولًا بذلك إلى مرحلة عرفت باسم "إعادة التأين" أو "الفجر الكوني"، والتي انتهت بالفعل بعد مرور ما يقرب من 500 مليون سنة بعد الانفجار.

6- منتصف عمر الكون

بعد مرحلة إعادة التأين وتكوين النجوم الأولى بدأت تكوين المجرات الصغيرة الأولى في الظهور والاندماج مع بعضها البعض مكونة مجرات أكبر، وبتتابع السنوات تكونّت نهايةً مجموعة الثقوب الهائلة بمراكز تلك المجرات، واستمر التطور الكوني بتشكيل المجموعات الكبيرة من المجرات مكونّة شبكة كونية هائلة.

7- تكوين النظام الشمسي

استطرد العلماء الإشارة إلى تكون النظام المجموعة الشمسية منذ حوالي 45 مليار سنة تمكن من خلالها كوكب الأرض بحفظ كميات مناسبة من المياه تكفي لوجود حياة على سطح الأرض، ثم بمرور السنوات بدأت بعض الميكروبات الصغيرة والكائنات الحية الدقيقة في الظهور بالعالم الثالث ثم تطورت إلى الحيوانات والديناصورات والأسماك فالإنسان.

اقرأ المزيد