ما هو مفهوم الظلم لغةً واصطلاحًا

ما هو مفهوم الظلم لغةً واصطلاحًا
كتب بواسطة: عبده سعد | نشر في  twitter

يعد الظلم بشتى أنواعه وأشكاله من أسوأ الظواهر الاجتماعية التي تدمر أساسات المجتمع من أمثلة العدالة والمساواة والروابط الاجتماعية بين الناس، حيث إن الظلم يطرد الشعور بالأمان ويحطم العزائم والهمم، مما يتسبب في تدهور حالة المجتمع على مختلف الأصعدة، كما ينعكس ذلك بشكل سلبي على الأوطان بشكلٍ عام.

مفهوم الظلم لغةً واصطلاحًا

معنى الظلم في اللغة العربية تجاوز الحدود والجور على حق الغير والامتناع ع تطبيق العدل، أما اصطلاحًا فقد استخدم العرب لفظ الظلم تعبيرًا عن فعل التعدي على الحق وتبني الباطل وأخذ ما للآخرين بغير حق، كما يعرف بأنه وضع الشيء في غير موضعه والتصرُّف في ملك الغير.
إقرأ المزيد:المفهوم القانوني للرشوة في السعوديةطريقة عمل الذمول اليمني بالمقادير والخطوات

معنى الظلم في معجم المعاني الجامع اسم جمعه ظلْمَاءُ بمعنى جور، وعدم الإنصاف عدوانًا وظلمًا، وانتهاك حق الآخر عدوانًا، ومصدر ظلم: ظلَمَ ويعد الظلم في جميع الأحوال ظاهرة سلبية تدمر كل من يقع تحت طائلته كما أن انتشاره يدمر المجتمع على المدى البعيد.

إلى جانب أنه ظاهرة اجتماعية كارثية ويسبب الكثير من الجرائم وينشر الفوضى في المجتمع، يعتبر الظلم من أكبر الكبائر في الإسلام، حيث حذر الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم وعلى لسان نبيه من هذا الفعل بشتى أشكاله وأنواعه.

ورد حديث عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إيَّاكم والظُّلمَ فإنَّه ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن الإسلام قد نهى عن إلحاق الضرر وأخذ ما للغير، فلا خلاف على العقاب الشديد للظالم، كما أنّ للمظلوم دعوة لا تُرَّد.

أنواع الظلم في القرآن الكريم

الجميع يعرف ما هو معنى الظلم فهو ببساطة نقيد العدل والمساواة أو عندما يُتهم شخص ويعاقب في جريمة لم يرتكبها، ولا خلاف على أن الظالم مكروه وملعون في الدنيا والآخرة ولكن ما هي أنواع وصور الظلم؟ هذا ما نتناوله فيما يلي:

أولًا: أن يظلم الناسُ فيما بينهم وبين الله تعالى

هناك الكثير من أشكال الظلم فيما بين العبد والرب ومن أعظمها الكفر والشرك والنفاق، ولذلك قال تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} (سورة لقمان:13)، وإياه قصد بقوله: {ألا لعنة الله على الظالمين} (سورة هود:18)

ثانيًا: ظلم بينه وبين الناس

قال الله تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (سورة الشورى:40)، وبقوله: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} (سورة الشورى 42)

ثالثًا: ظلم بين العبد وبين نفسه

قال الله تعالى: {فمنهم ظالم لنفسه} (سورة فاطر:32)، وقوله على لسان نبيه موسى: {رب إني ظلمت نفسي} (سورة القصص:16)

أمثلة على الظلم

هناك العديد من الأمثلة التي نشهدها في حياتنا اليومية على الظلم سواء بالقول أو الفعل أو السكوت عن الحق، أو أن يظلم العبد نفسه بالمعاصي والبعد عن طريق الله، ومن هذه الأمثلة ما يلي:

  • قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق أو الإيذاء الجسدي بكل أشكاله.
  • خيانة المقربين من أفراد العائلة أو الخيانة بين الزوجين.
  • إفساد المرأة على زوجها من خلال العلاقات المحرمة، والإغراء.
  • أكل أموال اليتامى والإساءة إلى الضعفاء والمساكين وعابري السبيل.
  • عندما يظلم الإنسان نفسه بالعادات السيئة مثل التدخين وتعاطي المنشطات والمخدرات وغيرها.
  • الابتعاد عن طريق الله واتباع الشهوات والوقوع في الشرك بالله.
  • إهدار الأموال والإسراف والإنفاق على الملذات دون إدراك لاحتياجات المحيطين.
  • التنمر والسخرية والإساءة سواء في حضور الشخص أو في غيابه، كما أن اليمين الكاذب لبيع السلعة من أشد أنواع الغش والظلم.
  • أكل أموال الناس بالباطل وعدم سداد الديون من أمثلة وضع اليد على الأراضي والممتلكات بالقوة أو بالتحايل على القوانين.

آثار الظلم على الفرد والأسرة والمجتمع

هناك العديد من السلبيات التي يمكن أن تنتج عن تفشي الظلم في المجتمع وينتج عن الأفعال الظالمة أيضًا اضطرابات بين أفراد العائلة الواحدة وأفراد الأسرة ومن أبرز هذه الآثار ما يلي:

  • الاضطراب النفسي والقلق المستمر خاصةً في سن الطفولة والمراهقة.
  • الابتعاد عن طريق الله والحرمان من توفيقه وعفوه وستره.
  • الكراهية بين الناس سواء في الحياة المهنية أو الخاصة.
  • تتلاشى المودة والرحمة بين الرجل وزوجته وعدم احترام الأبناء.
  • يفقد المرء حلاوة الإيمان في قلبه ويصبح متبعًا لأهوائه التي يحركها الشيطان.
  • الشعور الدائم بتأنيب الضمير وعدم القدرة على مواجهة النفس أو الغير.
  • المال الحرام الناتج عن هذا الظلم يكون لعنة في الدنيا والآخرة.
  • الشخص الظالم لا تُقبل منه توبة ولا عبادة، ولا تُستجاب له دعوة.
  • لن يدخل الظالم الجنة إلا إذا تاب وأصلح وأعاد الحقوق إلى أصحابها.
  • لن يبارك الله في رزقه أو عمله ولن يكون محمودًا في الدنيا ولا في الآخرة حتى يعود عن ظلمه.
اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية