من الملك الذي شيد سد مأرب؟ وما قصته؟

كتب بواسطة: محمد عطية | نشر في

يعد سد مأرب من أهم وأقدم المعالم التاريخية في دولة اليمن حيث يعود تاريخه إلى عشرات بل مئات السنين، وقد تمت الإشارة إليه في القرآن الكريم في سورة سبأ الآية الخامسة عشر، ولكن هناك خلاف بين المؤرخين على تفاصيل بنائه وهوية الملك الذي أمر ببنائه، كما أنه ارتبط بالعديد من القصص التاريخية الشيقة.

من الملك الذي شيد سد مأرب

من أهم المعلومات التاريخية التي يجب التعرف عليها عن سد مأرب تاريخ بنائه ومن هو الملك الذي بناه، وللاطلاع على هذه المعلومات يجب الرجوع إلى المخطوطات الموثوقة لدى المؤرخين التي تحمل المعلومات التالية:

هناك العديد من الأقاويل والآراء حول بناء سد مأرب حيث ذكر دكتور أحمد فخري أن السد قد بناه سبأ بن يشجب استنادًا إلى ما ذُكر في كتاب الإكليل الذي ألفه العلامة أبو محمد الحسن الهمداني الجزء الأول أنه هو الذي بنى السد.

ذكر الدكتور يوسف محمد عبد الله أن قحطان هو أول من ملك أرض اليمن وأول من تم تنصيبه ملكًا وهو الذي بنى سد مأرب، بينما قال المسعودي في مؤلفه المرموق مروج الذهب أن سد سيل العرم بناه لقمان الأكبر وهو لقمان بن عاد بن أبكر.

ذهب اتجاه آخر أيده محمد المرح يقول إن سبأ عبد شمس بن وائل بن الغوث هو الذي بنى سد مأرب في 2100 ق.م. ولكن خالفه في الرأي عالم الآثار النمساوي إدورد جلازر حيث قال إن عهد البناء الأول للسد ما بين 750 و700 ق.م.

ذكر دكتور عبد الله الكميم في أحد مؤلفاته تحت عنوان هذا هو تاريخ اليمن أن السد كان موجودًا في عهد الدولة السبئية الأولى ومن أمر ببنائه هو قحطان وهذا الاستنتاج يستند إلى النقوش القديمة التي يرجع تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد، كما قال البعض أن الملكة بلقيس هي التي أمرت ببنائه.

قصة سد مأرب

يعتبر هذا السد التاريخي العريق من عجائب الآثار القديمة حيث يعود تاريخ بناؤه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وعلى الرغم من تعددية الفرضيات حول من الذي أمر ببنائه لكن الشيء المؤكد أنه تعرض إلى سيل عظيم يسمى سيل العرم وفد تم ذكر هذا الحدث في القرآن الكريم.

أغلب الفرضيات تؤكد على أن الذي قام ببناء السد هو سبأ بن يشجب والهدف من ذلك أن يكون مصب 70 نهر كما يزعم المؤرخون ولكن لا يوجد دليل موثق على ذلك، وعند وفاة سبأ قبل أن يشهد هذا السد العظيم كامل البنيان، أكمل ملوك حمير التشييد.

ذكر القرآن الكريم أن المملكة قد تمتعت بالخير العظيم بفضل هذا السد ولم تكن صحراء جرداء كأغلب مناطق شبه الجزيرة العربية، وقد جاء ذلك في الدراسات الحديثة وفيرة المياه والأمطار، وهذا ما استدعى بناء السد في تلك الفترة لتنظيم الري وحماية المملكة من الغرق.

الهدف الأساسي من بناء سد مأرب حفظ مياه الأمطار للاستفادة منها وقت الحاجة وإدارة مخزون المياه بشكل يحقق الفائدة القصوى منها، حيث كانت المياه المحفوظة في السد تفي حاجة الناس في السقاية والريّ طوال فترة الصيف.

أهم المعلومات عن سد مأرب

بعد التعرف على قصة السد وأقوال المؤرخين في بنائه والملك الذي أمر بذلك يجب أن نتعرف على بعض المعلومات التاريخية عن ذلك السد لكي تعم المعرفة على النحو التالي:

وجد العلماء على بقايا السد نقش يشير إلى اسم يهنوف وابنه يثعمر.
يقول العلماء والمستكشفون إن هذه النقوش ترجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد، عندما تم عمل ترميمات وصيانة للسد.
أكدت تقارير البعثات الألمانية والأمريكية التي استكشفت هذه المنطقة أن المنشآت الأقدم في سد مأرب تعود الى 2000 ق.م.
تقول بعض المخطوطات أن ترميم وصيانة سد مأرب قد تمت في عام 547 ميلادي في عهد أبرهة.
يعتبر الكثير من العلماء والباحثين أن سد مأرب معجزة تاريخ شبه الجزيرة العربيّة.
يعد أقدم السدود المائية التي عرفها العالم، حيث يرجع تاريخ بناؤه إلى بديات الألفية الأولى قبل الميلاد.
يعد من أبرز سدود اليمن، وكان قديمًا له الفضل في ري ما يزيد عن98000 كيلو متر مربع.
تم بناء السد من قطع الحجارة الجبلية الصخرية كما تم استخدام الجبس لربط تلك القطع الصخرية ببعضها البعض.
وتمّ استخدام قضبان أسطوانية الشكل تم صقلها من معدني الرصاص والنحاس وتم وضع هذه المعادن في ثقوب الصخور لكي تصبح كالمسامير.
تعد هذه الطريقة في البناء مقارنة بتقنيات هذا العصر والهدف منها ضمان مقاومة السد لخطر الزلازل والسيول العنيفة، ومقاومته لكل هذه العوامل.
عندما قام الباحثون بمحاكاة بناء السد دُهشوا بالهندسة المتطورة براعة عمال البناء.
تمت إقامة محاكاة للسد عند مخرج السيل من الوادي، حيث تم إنشاؤه على زاوية منفرجة.
وجد العلماء ان السد كان يحتوي على أبواب وفتحات يتم فتحها وإغلاقها حسب الحاجة، وهو ما زاد دهشتهم.

اقرأ المزيد