أبرز أنواع لاسعات البحر تعرف عليها الآن
تعرف اللاسعات بالكائنات المجوفة، وهي مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية التي تتواجد في معظم البيئات المائية حول العالم، وتتميز اللاسعات بأنها تعيش غالبا في علاقات تقايضية مع الكائنات الأخرى، حيث تعتمد في بقائها وتغذيتها على تفاعلات متبادلة مع مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية الأخرى.
لماذا تعيش جميع اللاسعات تحت الماء؟
اللاسعات هي كائنات بحرية، وتعتمد على الماء كبيئة أساسية لوجودها، والسبب الرئيسي وراء وجود جميع اللاسعات تحت الماء هو الحاجة إلى الرطوبة المستمرة لتغذية خلاياها، كما تستخدم التيارات المائية ليس فقط في التنقل، ولكن أيضا لجذب الغذاء إلى متناولها، وتحتوي اللاسعات على أذرع لاسعة تستخدمها لصيد الفرائس، وهذه العملية لا يمكن أن تتم بفعالية إلا في البيئة المائية، فالماء يساعد اللاسعات في الحفاظ على توازنها، ويمكنها من الوصول إلى كائنات صغيرة مثل العوالق والأسماك.
إقرأ المزيد:ماذا يتنفس السمك وما هي الأعضاء التي تقوم بالتنفسما هو الميجالودون وهل هو حقيقي
خصائص اللاسعات
من أبرز خصائص اللاسعات هي:
- الخلايا اللاسعة التي تمتلكها، والتي تستخدمها في الدفاع عن نفسها وصيد فرائسها، فهذه الخلايا تحتوي على سموم يمكن أن تكون قاتلة لبعض الكائنات البحرية.
- تعمل على شل حركة الفريسة فور لمسها، كما تمتاز اللاسعات بقدرتها على التجدد، أي أنها تستطيع إعادة بناء أجزاء من أجسامها التي تعرضت للإصابة أو الفقدان، ومن الخصائص الأخرى التي تميز اللاسعات هي تنوع طرق التكاثر، فالعديد من أنواع اللاسعات تتكاثر عن طريق عملية الانشطار أو التبرعم.
- وهي طرق لا تحتاج إلى التزاوج، ومع ذلك هناك بعض الأنواع التي تتكاثر جنسيا، مما يساهم في تنوع جيني أكبر داخل مجموعاتها.
أنواع اللاسعات
فيما يلي سوف نلقي الضوء على أنواع لاسعات البحر:
- قناديل البحر: تعد الأكثر شهرة، وتتميز بأذرع طويلة لاسعة، وجسم هلامي شفاف، وتعتمد قناديل البحر بشكل كبير على التيارات المائية في تحركها، كما تمتلك سموما قد تكون خطرة على البشر والكائنات البحرية الأخرى.
- شقائق النعمان البحرية: تعيش غالبا في المناطق الضحلة بالقرب من الشعاب المرجانية، وتتميز بعلاقتها التقايضية مع بعض الأسماك الصغيرة.
- الشعاب المرجانية: عبارة عن مستعمرات من اللاسعات الصغيرة التي تعمل معا لبناء هيكل صلب من كربونات الكالسيوم، وتلعب هذه اللاسعات دورا حيويا في بناء الشعاب المرجانية، التي تساهم بشكل كبير في الحفاظ على التنوع البيولوجي في المحيطات.
أهمية التقايض في حياة اللاسعات
تعتمد اللاسعات بشكل كبير على الكائنات الأخرى لتوفير الغذاء أو الحماية أو وسائل التكاثر، فعلى سبيل المثال تعيش بعض الأسماك الصغيرة داخل أذرع شقائق النعمان البحرية، حيث توفر لها الحماية من المفترسات، وفي المقابل تقوم هذه الأسماك بجذب الكائنات الصغيرة إلى شقائق النعمان التي تتغذى عليها، حيث تساهم هذه العلاقات في تعزيز بقاء اللاسعات في بيئتها، كما تعزز من قدرتها على التكيف مع التغيرات البيئية التي قد تطرأ على المحيطات.
التأثير البيئي للاسعات
تلعب اللاسعات دورا حيويا في الحفاظ على التوازن البيئي في البحار والمحيطات، بفضل قدرتها على اصطياد الكائنات البحرية الصغيرة، حيث تسهم في منع تكاثر بعض الأنواع بصورة مفرطة، مما يحافظ على التوازن بين الكائنات المختلفة، كما تلعب الشعاب المرجانية التي تتكون من اللاسعات الدقيقة دورا محوريا في حماية السواحل من التآكل، وتوفير بيئات غنية بالموارد للعديد من الكائنات البحرية، وتسهم اللاسعات في تعزيز التنوع البيولوجي في البيئات البحرية.
اللاسعات والتهديدات البيئية
رغم قدرة اللاسعات على التكيف مع بيئاتها المائية، إلا أنها تواجه تهديدات متزايدة بسبب التغيرات البيئية، مثل ارتفاع درجات حرارة المياه، التي تسبب ابيضاض الشعاب المرجانية، والتي تؤدي إلى موت الكائنات الدقيقة التي تشكل المرجان، بالإضافة إلى ذلك يتسبب تلوث البحار بالمواد الكيميائية والنفايات في تدمير مواطن اللاسعات وتقليل أعدادها.
العلاقات بين اللاسعات والكائنات البحرية الأخرى
تتمتع اللاسعات بعلاقات وثيقة ومعقدة مع الكائنات البحرية الأخرى، مما يتيح لها البقاء في البيئات المائية المختلفة، فعلى سبيل المثال تتعاون بعض أنواع اللاسعات مع الطحالب الدقيقة التي تعيش داخل أنسجتها، فتقوم هذه الطحالب بعملية التمثيل الضوئي، وتوفر الغذاء للاسعات، في حين توفر لها اللاسعات الحماية والمأوى، كما تعيش أيضا الأسماك المهرجة داخل شقائق النعمان البحرية، فتستفيد هذه الأسماك من الحماية التي توفرها اللاسعات، بينما تساعدها على البقاء بعيدا عن المفترسات.