ما الفرق بين المنهج التاريخي والمنهج الاجتماعي

كتب بواسطة: سعيد باشا | نشر في

ما الفرق بين المنهج التاريخي والمنهج الاجتماعي؟ كلا المنهجين يمثلان أهمية كبرى في دراسة الأدب، بينما يختلف كل منهج من حيث المفهوم ومجال الدراسة، ولكن كلاهما يكملان بعضهما وبينهما علاقة وثيقة، ليتم في النهاية دراسة الأدب بالشكل الأمثل والتعرف على كافة جوانبه، ومع ذلك قُدمت انتقادات للمنهجين.

الفرق بين المنهج التاريخي والمنهج الاجتماعي

يمكن تعريف المنهج التاريخي بأنه المنهج الذي يشير إلى دراسة الأدب من خلال سيرته التاريخية والظروف السياسية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي كان يمر بها العصر الخاص بالعمل الأدبي، والكشف عن خصائصه واسراره والغموض المحيط به، بينما يُعرف المنهج الاجتماعي بأنه المنهج الذي يقوم بدراسة العمل الأدبي عن طريق ربطه بالمجتمع وبيئته الاجتماعية والكشف عن علاقة النص الأدبي بالعوامل والأبعاد والظواهر ذات الصلة به.

المنهج التاريخي من حيث المنطلق

ينطلق المنهج التاريخي من العديد من العناصر والقواعد التي بُني عليها خلال العصر الذي ظهر فيه، وهي كالآتي:

لا يهتم المنهج التاريخي بالتذوق الشخصي، وبدلًا من ذلك يضع قواعد ثابتة للأعمال الأدبية مما يجعل العمل الأدبي ذا طابع علمي يبعد عن كونه تجربة فردية مستقلة بذاتها.
يعتبر المنهج التاريخي الأدب واقعة، بمعنى أنه يبحث عن أسباب وتفسيرات للواقع عن طريق اتباع أسس ثابتة ومحددة.
يهتم المنهج التاريخي بالبحث عن الحقائق عن طريق تتبع النصوص والأعمال والتراجم باعتبارها أساس لمعرفة شخصية الأديب ومعاناته.

المنهج الاجتماعي من حيث المنطلق

ينطلق المنهج الاجتماعي من خلال مجموعة من العناصر والقواعد التي وضعها متبعي هذا المنهج، وهي تتضمن الآتي:

يعتبر المنهج الاجتماعي الحياة حقيقة اجتماعية.
يتصل الأدب بقوانين اجتماعية من حيث النشأة والتطور.
تعتبر العلاقة ما بين المجتمع والكاتب علاقة تبادلية، فالكاتب يقوم بكتابة عمله لغرض وهو أن يكون موجهًا للجمهور.
يعتبر الكاتب أو الأديب عنصر يحتل منزلة عالية في المجتمع، وذلك راجع إلى الجهد الكبير الذي يقوم به الأديب لمجتمعه ودوره في تحسين الحياة.

النقد الموجه للمنهج التاريخي

على الرغم من أهمية المنهج التاريخي وما تناوله من موضوعات، ألا أنه قد وُجهت إليه الانتقادات، وهي تشتمل على الآتي:

المعرفة التي يتوصل إليها تاريخيًا تظل ناقصة والسبب في ذلك هو طبيعة المعرفة السابقة والمصادر وتعرضها للضياع.
صعوبة التجريب على البيانات التاريخية مما يُعني الاكتفاء بالنقد الخارجي والداخلي للمادة.
من الصعب البحث بطريقة علمية في الظواهر التاريخية وذلك لأن الدراسة التاريخية تتطلب نمطًا مختلفًا.
ضعف القدرة على التعميم والتنبؤ بسبب الارتباط الزماني والمكاني الذي لا يمكن تكراره ثانية.
صعوبة التحقق من صحة الفروض والسبب في ذلك هو تعقيد البيانات التاريخية وصعوبة معرفة العلاقة بين السبب والنتيجة.

النقد الموجه للمنهج الاجتماعي

كذلك المنهج الاجتماعي لم يسلم من الانتقادات، حيث قام الأدباء المختصون بتوجيه بعض الانتقادات له، وهي كالتالي:

إصرار أصحاب المنهج الاجتماعي على اعتبار الأدب انعكاسًا لظروف الأديب الاجتماعية، وعلى الرغم من صحة ذلك إلا أنه يتطلب التعبير عن أشياء أخرى مختلفة.
الاهتمام بالمضمون على حساب الشكل.
التعرض لتزييف النتائج، وذلك بسبب أن هذا المنهج يختص بدراسة النصوص النثرية مثل القصص والمسرحيات من خلال شخصية الأديب وبيان تفوقها على الواقع بينما لا يقوم بإظهار الحقيقة مما يؤدي إلى الإفراط في التفاؤل.

العلاقة بين المنهج التاريخي والمنهج الاجتماعي

يوجد علاقة وثيقة ما بين المنهجين، فالمنهج الاجتماعي ظهر من خلال المنهج التاريخي، لنجد أن منطلقاته مستوحاة من المنهج التاريخي، كما أن العلاقة وثيقة بينهما بسبب فكرة تاريخية الأدب وتعلقه بتطور وتبدل المجتمع واختلاف البيئات، كما أن كلا المنهجين يبحثان في البيئة المتعلقة بالأعمال الأدبية، ويلزم دراسة الأبعاد الاجتماعية للأعمال الأدبية بعد تقسيمها وفقًا للعصور الأدبية مما يُعني التداخل الكبير بين المنهجين.

على الرغم من وجود اختلافات بين المنهج التاريخي المنهج الاجتماعي ألا أن هناك علاقة وثيقة بينهما، فكلاهما يعتمد على الآخر أثناء القيام بدراسة الأعمال الأدبية بالإضافة إلى دراسة تأثيرها على المجتمع.

اقرأ المزيد