أهم الآثار البطلمية في مصر

كتب بواسطة: ليلى مزهر | نشر في

هناك العديد من المزارات السياحية التي خلفها البطالمة بعد حكم مص، وأظهرت هذه الآثار براعة فنية وتأثُر كبير بالحضارة المصرية القديمة، لذا يرغب الكثير من المهتمين بالتاريخ المصري في زيارة هذه الأماكن واستشعار ما بها من عراقة، وقد وفرت وزارة الآثار المصرية بوابة رقمية لاستكشاف هذه الآثار والتعرف على موقعها تحديدًا.

الآثار المصرية المتواجدة في مصر

يمكن استكشاف العديد من الآثار التي أنتجتها الإمبراطورية المقدونية في عهد البطالمة من خلال القراءة عنها وزيارتها ومشاهدة بعض الوثائقيات، وتتمثل هذه الآثار فيما يلي:

1- سرداب السيرابيوم

يضم سرداب السيرابيوم بعض الآثار البطلمية من أمثلة العجل المقدس أبيس الذي يعد من أهم الآثار والرموز المصرية القديمة، دائمًا ما يربط المؤرخون هذا الأثر الشهير بالمعبود بتاح الذي اتخذ من مدينة منف مركزًا لعبادته.

للوصول إلى سرداب السيرابيوم يجب على الزائر السير في طريق على جانبيه تماثيل أبو الهول، يتألف هذا الطريق من ممرين طويلين كانا يضمان بقايا العجول المحنطة في السابق وقد بدأ استخدام السيرابيوم منذ عهد أمنحتب الثالث بالدولة الحديثة.

2- مقابر بني حسن

تقع هذه المقابر في واحدة من أكثر مناطق مصر خصوبة مما أدى إلى ازدهار الاقتصاد في عهد البطالمة، كما يضم هذا الموقع بعض مقابر الدولة الوسطى التي اعتبرها الكثير من علماء الآثار من أفضل المقابر المحفوظة حتى وقتنا الحالي.

تتكون المقابر من قسمين رئيسيين قسم علوي وقسم سفلي، بالنسبة إلى السفلية فهي تضم 800 مقبرة، وتقع على منحدرات المرتفعات وقد تم اكتشاف العديد من المقابر البئرية هناك، وكانت مخصصة للموظفين في عصر الانتقال الأول (حوالي 2181-2055 ق. م) إلى الدولة الوسطى (حوالي 2055-1650ق. م)

3- معبد دندرة

كان هذا المعبد في عهد البطالمة مخصصًا للمعبودة حتحور التي اعتبرها المؤرخون واحدة من أهم المعبودات في مصر القديمة، وكانوا قديمًا يعتبرونها إلهة السماء والرقص والموسيقى والخصوبة والأمومة.

يعد المعبد من أفضل المعابد من ناحية حفظ الآثار التي خلفتها هذه الحقبة كما أن واجهة المعبد من أروع واجهات المعابد المصرية القديمة، السر في ذلك أن المصمم الذي أنشأ هذا المعبد قد جعل الواجهة مزينة بستة أعمدة متوجة برؤوس حتحور.

يعود المعبد إلى الفترة البطلمية على الرغم من وجود بعض الأدلة التي أرجعته إلى عصر الملك ببي الأول الذي كان ينتمي إلى الأسرة السادسة، كما أكد بعض المؤرخون أنه قد استخدم هذا الموقع في إنشاء الطقوس والمراسم الدينية، ويتميز هذا المعبد بالمناظر الفلكية المصورة على الأسقف.

ملامح من التاريخ البطلمي في مصر

بعد التعرف على أبرز الآثار المصرية التي تعود إلى العهد البطلمي يجب أن نتعرف على ملامح الحضارة البطلمية في مصر وفق مؤلفات كبار المؤلفين القدامى والمعاصرين، إلى جانب ما أعلنت عنه وزارة السياحة والآثار المصرية على موقعها الرسمي.

بدأ التاريخ البطلمي في مصر عندما أصبحت تنتمي إلى الإمبراطورية المقدونية نتيجة هزيمة الملك الفارسي دارا الثالث على يد الإسكندر الأكبر في 332 ق م.
بعد أن لقى الإسكندر الأكبر حتفه في عام 323 ق م تم تقسيم التركة على ما تبقى من قادته ووزرائه، وقد كانت مصر من نصيب بطليموس الأول.
جعل بطليموس الأول أو سوتير كما كان يطلق عليه حينها من مصر مملكة مستقلة وأسماها دولة البطالمة.
عمد سوتير على تشييد عاصمة جديدة (الإسكندرية) التي شيدها الإسكندر الأكبر على جزيرتي فاروس وراقودة، كما شيد منارة الإسكندرية التي أصبحت بعد ذلك من عجائب الدنيا السبعة.
جمع سوتير جميع كهنة مصر والإغريق بهدف تأسيس عقيدة جديدة يمكن من خلالها توحيد المصريين والإغريق معًا.
بالنسبة إلى عهد خليفة سوتير وهو بطلميوس الثاني نهضت جميع مجالات الآداب والفنون والعلوم وقد تأسست في عهده مكتبة الإسكندرية القديمة التي كانت أكبر مكتبات العالم حين إذ.
كانت مصر حينها وخاصةً الإسكندرية قبلة العلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم القديم لا سيما من الإغريق.
تسبب الازدهار الحضاري والثقافي في تنوع الثقافي والفلسفي بصورة كبيرة، كما تم دمج حضارة الإغريق الجديدة مع الحضارة المصرية القديمة.
شيد البطالمة مستوطناتهم على الأراضي المصرية لكي تصبح مناطق مركزية رئيسية للإغريق ممن جاءوا بثقافتهم وتقاليدهم الجديدة إلى الأراضي المصرية.
من أهم المستوطنات البطلمية في مصر "بطلمية" في صعيد مصر و"فيلادلفيا" بالفيوم و"نقراطيس" في الدلتا.
كانت نقراطيس هي المستوطنة اليونانية الأولى في مصر كما كانت لها أهمية تجارية كبيرة حيث كانت مركزًا للتجارة بين المصريين واليونانيين.
بالنسبة إلى عاصمة مصر القديمة منف يذكر المؤرخون أن المستوطنين قد قاموا بتأسيس مستوطناتهم في جوار معبد بتاح الرئيسي في بدايات حكم البطالمة.
شهد العام 31 ق.م انتهاء حكم البطالمة في مصر، ولكنها كانت نهاية مأساوية كما وصف المؤرخون في هذا العصر، حيث تلقوا هزيمة نكراء على أيدي الرومان في معركة أكتيوم.
أدت هذه الهزيمة الكارثية إلى انتحار الملكة كليوباترا السابعة وقتل ابنها، بطليموس قيصرون الخامس عشر.

اقرأ المزيد