تاريخ اللغة التركية: من أول من تكلم بها؟

تاريخ اللغة التركية
كتب بواسطة: عبده سعد | نشر في  twitter

تُعد اللغة التركية من اللغات الغنية بالتاريخ والتطور، وقد مرّت بمراحل متعددة جعلتها تأخذ مكانة كبيرة في العالم اليوم، وتنتمي إلى عائلة اللغات التركية، وهي جزء من مجموعة لغوية أوسع تُعرف باسم "اللغات الألطائية" التي تضم التركية، الأذربيجانية، التركمانية، الأويغورية، والكازاخية، وغيرها من اللغات التي تنتشر في آسيا الوسطى والقوقاز، ولكن من هو أول من تكلم اللغة التركية؟ وكيف تطورت هذه اللغة عبر الزمن؟

جذور اللغة التركية

تشير الدراسات التاريخية واللغوية إلى أن أصول اللغة التركية تعود إلى شعوب آسيا الوسطى، حيث كان الرحل الأتراك من أوائل من استخدموا أشكالًا بدائية من اللغة التركية، وتُعد الشعوب التي عاشت في منطقة منغوليا وسيبيريا الجنوبية مثل قبائل الغوك تورك من أقدم الجماعات التي يُعتقد أنها استخدمت صيغة قديمة من اللغة التركية في القرن السادس الميلادي.
إقرأ المزيد:توضيح هام من "الجوازات" تتعلق بإسقاط العمالة المنزلية...تعرف على التفاصيلفي مكة المكرمة والباحة...تنبيهات من "الدفاع المدني" بعد رفع الإنذار إلى اللون الأحمر

تتألف أقدم السجلات المكتوبة للغة التركية من نقوش أورخون التي اكتُشفت في منغوليا، والتي تعود إلى القرن الثامن الميلادي، وهي أحد أقدم الأدلة على وجود اللغة التركية المكتوبة، وتوثق تاريخ الغوك تورك وحروبهم وأحداثهم الكبرى.

تطور اللغة التركية القديمة

كانت اللغة التركية القديمة تُستخدم بشكل أساسي بين القبائل التركية الرحّالة التي انتشرت في آسيا الوسطى، ومع مرور الزمن انتقلت القبائل التركية من مناطقها الأصلية إلى مناطق جديدة في القوقاز والأناضول والبلقان، ما أدى إلى تأثير متبادل مع اللغات المحيطة مثل الفارسية والعربية واليونانية.

في الفترة ما بين القرن العاشر والثالث عشر الميلاديين تبنت بعض القبائل التركية الإسلام، وبدأت اللغة التركية في استيعاب العديد من الكلمات والمصطلحات العربية والفارسية، وأسهم في تشكيل ما يُعرف اليوم باللغة التركية العثمانية التي كانت لغة الدولة العثمانية طيلة قرون.

اللغة التركية العثمانية

خلال الحكم العثماني (1299-1922) أصبحت اللغة التركية العثمانية اللغة الرسمية للإدارة والتعليم والثقافة، وكانت مزيجًا من التركية، العربية، والفارسية، حيث ضمّت نسبة كبيرة من الكلمات المستعارة من اللغتين الأخيرتين، ما جعلها لغة معقدة نوعًا ما يصعب فهمها على العامة.

تُعتبر التركية العثمانية لغة أرستقراطية نخبوية، إذ كانت تُستخدم بشكل رئيسي في الدوائر الرسمية وبين المثقفين والأدباء، بينما ظل عامة الشعب يستخدمون لهجات تركية محلية أبسط.

إصلاحات اللغة بعد تأسيس الجمهورية

في عام 1923، ومع تأسيس الجمهورية التركية الحديثة بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، أُجريت إصلاحات جذرية على اللغة التركية، وكان الهدف منها جعل اللغة التركية أقرب إلى عامة الشعب وإزالة التأثيرات الفارسية والعربية التي تراكمت عبر القرون، وفي عام 1928 تم استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية في كتابة اللغة التركية، وهو ما سهل عملية التعلم والتعليم بشكل كبير.

كما أنشأت الحكومة التركية "مؤسسة اللغة التركية" (Türk Dil Kurumu) للإشراف على تحديث اللغة وتطويرها، وأُطلقت جهود لإحياء الكلمات التركية القديمة وتبسيط قواعد اللغة، إلى جانب استبدال العديد من المصطلحات المستعارة بكلمات ذات أصول تركية.

انتشار اللغة التركية الحديثة

  • تُعد اللغة التركية الحديثة من اللغات الرسمية في تركيا وشمال قبرص، ويتحدث بها حوالي 85 مليون شخص حول العالم.

  • تُستخدم كلغة تواصل بين الشعوب الناطقة باللغات التركية الأخرى في آسيا الوسطى، مثل الأذربيجانيين والأوزبك.

  • تتميز التركية الحديثة بكونها لغة مرنة تتأقلم مع المستجدات، إذ تستوعب المصطلحات الحديثة المتعلقة بالتكنولوجيا والعلوم، مما يجعلها لغة متجددة تتماشى مع روح العصر. 

  • كما أن الحكومة التركية والعديد من المؤسسات تعمل على تعزيز مكانة اللغة التركية عالميًا من خلال المبادرات الثقافية والتعليمية.

  • لم تقتصر تأثيرات اللغة التركية على الداخل التركي، بل امتدت إلى العديد من اللغات في المناطق المجاورة. 

  • أثرت التركية العثمانية في اللغة العربية خاصة في اللهجات الشامية والمصرية، حيث نجد العديد من الكلمات ذات الأصول التركية التي ما زالت مستخدمة حتى اليوم، ومن أمثلة ذلك كلمات مثل "أوضة" (غرفة)، "دُكان"، و"باشا".

  • تواجه اللغة التركية تحديات جديدة تتعلق بالانفتاح على اللغات الأجنبية، وخاصة الإنجليزية التي أصبحت لغة التواصل في العديد من المجالات مثل العلوم والتكنولوجيا. 

  • مع ذلك تسعى المؤسسات التركية للحفاظ على اللغة وتعزيز استخدامها في جميع المجالات.

  • يُعقد كل عام "مؤتمر اللغة التركية" الذي يهدف إلى مناقشة سبل تطوير اللغة والحفاظ على نقائها، وتشجيع استخدام المصطلحات التركية بدلاً من الأجنبية. 

  • بالإضافة إلى ذلك تهتم الحكومة التركية بتعليم اللغة التركية للناطقين بغيرها من خلال المراكز الثقافية والمعاهد التعليمية حول العالم.

  • مع أن أول من تكلم اللغة التركية يعود إلى قبائل الغوك تورك في القرن السادس الميلادي، فإنها استمرت في التطور والتأقلم مع مختلف الثقافات والحقب الزمنية. 

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية