ما هي خصائص التفكير الفلسفي؟

كتب بواسطة: احمد الزهراني | نشر في

يعتبر التفكير الفلسفي من أهم أنواع التفكير الإنساني لأنه يميز بين السطحي والعميق ويدعو إلى التأمل والتساؤل، ويتميز بالتجريد، إذ يتناول أسئلة مفاهيميه تتعلق بالوجود والمعرفة والقيم، كما يتميز بالتسامح الفكري حيث يتيح للفرد قبول وجهات النظر المتعددة ويشجع على النقد الذاتي والمراجعة المستمرة للأفكار، يعتمد التفكير الفلسفي على المنطق والتحليل، مما يساعد على بناء رؤية واضحة وشاملة للعالم من حولنا وتعزيز قدرة الفرد على التعامل مع التحديات الفكرية.

ما هي خصائص التفكير الفلسفي؟

سوف نتعرف الآن على خصائص التفكير الفلسفي بالتفصيل وسماته، وذلك فيما يلي:

1- الدهشة

السمة الأولى للفكر الفلسفي هي "الدهشة"، والتي تعني في هذا السياق تعرض العقل والنفس والقوة الداخلية لحالة من الدهشة والانفعال عندما يرى المرء شيئاً غريباً وعجيباً وغير عادي وغير معروف.

فإن الدهشة تعتبر من خصائص التفكير الفلسفي، لأنها محفزة ومثيرة بالنسبة له؛ عندما يندهش الإنسان مما يراه، فإن عقله يدفعه إلى البدء بالتفكير، سعياً إلى التحقق من الأسباب التي حفزت هذا الشعور لديه في المقام الأول.

ويتميز التفكير الفلسفي المبني على الدهشة بالنظر إلى الأشياء بكل جوانبها، من منظور ووجهة نظر مختلفة تمامًا عن وجهات النظر المعتادة؛ أي تلك التي تنسب إلى أفراد عاديين، يقبلون العالم كما هو، ولا ينشأ منهم فكر فلسفي.

2- الاستقلال الفكري

السمة الثانية للتفكير الفلسفي هي "الاستقلال الفكري" وهو ما يعني أن التفكير الفلسفي بعيد عن التبعية، وهذا النوع من التفكير يعتمد فقط على أساس واحد أي العقل والمنطق، ويجب التأكيد على أن صفة الاستقلال الفكري لها عدة جوانب خاصة بها، نذكرها في النقاط التالية:

يتميز التفكير الفلسفي للفرد باستقلاله الفكري، أي قدرته على التفكير بنفسه والوصول إلى آرائه وأحكامه وقراراته التي ليست بالضرورة على نفس الأثر أو قريبة من تلك التي توصل إليها الفلاسفة والأشخاص المحيطين بالفرد، مثل الشخصيات المؤثرة والعائلة وحتى الأصدقاء.
لكن الاستقلال الفكري لا يعني معارضة ما يطرحه الآخرون، أو ما لا يتوافق مع آراء الفرد وأهوائه، فقط لأغراض الجدل والاختلاف، ومن يفعل ذلك لا يختلف عن من يتبنى مبدأ الاستقلال الفكري والتبعية في تفكيره.
وفي السياق نفسه، فإن الاستقلال الفكري لا يعني تجاهل آراء الآخرين وما ينتج عنها، بل هو الاهتمام بآرائهم وأفكارهم، والبحث في المواضيع التي دفعتهم إلى تبنيها، وكذلك الأسس والحجج التي استندوا إليها.
إن الاستقلال الفكري، الذي يعتبر من خصائص التفكير الفلسفي، يعني أن الفرد يشكل رأيه المستقل، بناء على استنتاجاته الخاصة، وليس على أساس ما يقوله ويؤمن به الآخرون، مع الأخذ في الاعتبار في الوقت نفسه كل ما يأتي منهم دون تجاهله.

3- التأمل

السمة الثالثة للفكر الفلسفي هي "التأمل"، والشخص المستغرق في هذا النوع من التفكير يسيطر عليه الموضوع الذي يفكر فيه، ولا يهتم بأي شيء آخر، ويبقى في حالة تأمل غير أن صفة التأمل التي تنشأ عن التفكير الفلسفي ليست كذلك.

ويقتصر على هذه الميزة وحدها؛ كما أنها تنطوي على مراعاة المشاعر وغيرها من الاهتمامات العملية للحياة، بالإضافة إلى عدم حصر التفكير الفلسفي في موضوع أو سؤال واحد، والسعي لإيجاد حل أو تفسير له طوال الحياة وإلى الأبد.

ترتبط خصائص التأمل في الفكر الفلسفي بالعقلانية؛ أي التصرف على أساس العقل واستخدامه في كل الأوقات وفي مختلف المواقف، واستخدام العقل في إطار التأمل يتمثل هنا في التركيز وعمق التفكير والتأمل، في مواضيع مختلفة، وعدم إهمال غيرها من جوانب الحياة في نفس الوقت، أو إضاعة عمر ووقت كاملين في التأمل في موضوع أو مشكلة واحدة.

4- الدقة المنطقية

السمة الرابعة للتفكير الفلسفي التي نستعرضها هي الدقة المنطقية، أي أن التفكير الفلسفي والأفكار التي تنشأ عنه تعتمد على المنطق، بالإضافة إلى أنه يتميز بالوضوح والدقة ونتائج لا تشوبها شائبة.

أي أنها يجب أن تكون على يقين، ولا يمكن ردها أو إبطالها، أما الأفكار التي هي نتاج الفكر الفلسفي، فمن وجهة نظر الصحة المنطقية، يجب التعبير عنها بشكل تجريدي ومحدد للمفاهيم التي تحقق الغرض المطلوب منها.

اقرأ المزيد