نبذة عن الطبيعة في الشعر الأندلسي (عوامل الازدهار - نماذج وصف)

كتب بواسطة: محمد عطية | نشر في

يعتبر الشعر من الأشياء المهمة التي تعبر عن صدى الحياة الاجتماعية في أي عصر من العصور، ويمكنك التعرف على هذا من خلال نبذة عن الطبيعة في الشعر الأندلسي، حيث وصف به الشعراء البساتين والأزهار والثمار وتم وصف الأنهار والبحار والسحاب والرعد في الشعر.

نبذة عن الطبيعة في الشعر الأندلسي

عكس الشعر الأندلسي الطبيعة التي كانت تتميز بها الأندلس، حيث أخذ الأندلسيون يسرحون فيها ويصورون جمالها، ويصفون كل ما هو جميل بها، إلى أن أصبح وصف الطبيعة من أبرز أغراض الشعر عند الشعراء الأندلس، ووصف الكثير من المناظر الطبيعية التي تميزت بها ويظهر هذا في قولهم حبذا أندلسٍ من بلدٍ لم تزل تنتج لي كل سرورْ طائرٌ شادٍ وظلٌ وارفٌ ومياهٌ سائحاتٌ وقصور.

عوامل ازدهار الطبيعة في الشعر الأندلسي

يوجد الكثير من العوامل التي جعلت الشعر الأندلسي يهتم بالطبيعة إلى هذه الدرجة، حيث تميزت الأندلس إلى درجة كبير بالطبيعة الخلابة التي كانت لشعراء الأندلس ملجأ وملاذًا يلجأون إليه في أوقات الفرح والحزن وفي كل الأوقات، كما ازدهر في هذا العصر مجالس الأنس والبهجة التي كانت تعقد في أحضان الطبيعة.

تميز في هذا العصر أيضًا البيئة الحضارية والعمرانية التي كانت توفر مشاهد مميزة للشعراء وهذا جعلهم يبدعون في الشعر، فلم يترك الشعراء أي منظر من مناظر الطبيعة ومناظر الكون إلا وصفوه ورسموه رسمًا يجعل القاريء للشعر أو الرأي يتخيل هذا المنظر وكأنه يراه بعينه.

نماذج من وصف الطبيعة في الشعر الأندلسي

تم توضيح وصف الطبيعة في الكثير من شعر الشعراء الأندلسيين وهذا ما جعلهم متميزون في هذا النوع من الشعر ومن أبرزها ما يلي:

1- شعر ابن خفاجة

يعتبر من أشهر شعراء هذا العصر وله الكثير من الأشعار التي يصف بها الطبيعة والتي منها ما يلي:

يَأَهلَ أَندَلُسٍ لِلَّهِ دَرُّكُمُ

ماءٌ وَظِلٌّ وَأَنهارٌ وَأَشجارُ

ما جَنَّةُ الخُلدِ إِلّا في دِيارِكُمُ

وَلَو تَخَيَّرتُ هَذا كُنتُ أَختارُ

لاتَختَشوا بَعدَ ذا أَن تَدخُلوا سَقراً

فَلَيسَ تُدخَلُ بَعدَ الجَنَّةِ النارُ 2- ابن زيدون

من شعراء العصر الأندلسي أيضًا الذي اشتهر شعره بوصف الطبيعة ومن أشهرها ما يلي:

إِنّي ذَكَرتُكِ بِازَهراءَ مُشتاقاً

وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا

وَلِلنَسيمِ اِعتِلالٌ في أَصائِلِهِ

كَأَنَّهُ رَقَّ لي فَاعتَلَّ إِشفاقا

وَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌ

كَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقا

يَومٌ كَأَيّامِ لَذّاتٍ لَنا انصَرَمَت

بِتنا لَها حينَ نامَ الدَهرُ سُرّاقا

نَلهو بِما يَستَميلُ العَينَ مِن زَهَرٍ

جالَ النَدى فيهِ حَتّى مالَ أَعناقا

كَأَنَّ أَعيُنَهُ إِذ عايَنَت أَرَقي

بَكَت لِما بي فَجالَ الدَمعُ رَقراقا

وَردٌ تَأَلَّقَ في ضاحي مَنابِتِهِ

فَازدادَ مِنهُ الضُحى في العَينِ إِشراقا

طبيعة الأندلس الخلابة جذبت الكثير من الأشخاص لها عبر العصور والأزمان، كما اتصفت طبيعة الأندلس بجو معتدل وروضة كبيرة تجرى بها الأنهار، وجداول المياه واشتهرت أيضًا بالجبال الشاهقة والبساتين والمزارع الكثيفة التي جعلت الشعراء يبعدون في وصفها من خلال الشعر.

اقرأ المزيد