قصة صورة الموناليزا الأفغانية: حكاية أشهر صورة غلاف للموناليزا

قصة صورة الموناليزا الأفغانية
كتب بواسطة: احمد الزهراني | نشر في  twitter

عندما نتحدث عن الصور الشهيرة التي تجسد عمق المعاناة الإنسانية وتأثير الصراعات على الأفراد، فإن "الموناليزا الأفغانية" تتصدر القائمة بلا شك، وهذه الصورة التي التقطت في عام 1984 أصبحت واحدة من أشهر صور العالم، بل وأصبحت رمزًا للتشرد والألم الذي عاشته أفغانستان خلال الحرب السوفيتية الأفغانية، لكن ما هي القصة خلف هذه الصورة؟ وكيف استطاعت أن تصبح "الموناليزا" الأفغانية أيقونة في تاريخ التصوير الفوتوغرافي العالمي؟

قصة صورة الموناليزا الأفغانية

تذكرنا قصة صورة "الموناليزا الأفغانية" دائمًا بأن وراء كل صورة، هناك قصة إنسانية عميقة تحمل في طياتها معاني أكبر مما نراه بمجرد النظر، فهي قصة عن معاناة، ولكن أيضًا عن قوة الإنسان في مواجهة التحديات، وإليك التفاصيل:
إقرأ المزيد:توضيح هام من "الجوازات" تتعلق بإسقاط العمالة المنزلية...تعرف على التفاصيلفي مكة المكرمة والباحة...تنبيهات من "الدفاع المدني" بعد رفع الإنذار إلى اللون الأحمر

البداية: لقاء المصور ستيف ماكوري بالفتاة الأفغانية

  • في منتصف الثمانينيات كان المصور الصحفي الأمريكي ستيف ماكوري يعمل في مخيمات اللاجئين الأفغان في باكستان، وتحديدًا في منطقة بيشاور. 

  • خلال هذه الفترة كانت أفغانستان تعاني من الاحتلال السوفيتي والحرب التي دمرت البلاد. 

  • اللاجئون الأفغان تدفقوا إلى الحدود الباكستانية بحثًا عن ملجأ بعيدًا عن الدمار، وكان المصورون الصحفيون يجوبون المخيمات لتوثيق مأساة هذه الأمة الجريحة.

  • في أحد الأيام، وخلال جولاته داخل المخيم، التقى ماكوري بفتاة أفغانية صغيرة تُدعى شربات جولا. 

  • كانت الفتاة في حوالي الثانية عشرة من عمرها، وترتدي وشاحًا أخضر اللون يغطي جزءًا من رأسها وكتفيها. 

  • لكن ما لفت انتباه ماكوري أكثر من أي شيء آخر كان عيناها. 

  • كانتا عيناها خضراوتين بشكل لافت، وتعكسان مزيجًا من الخوف والمرارة والقوة في آن واحد. 

  • عند هذه اللحظة قرر ماكوري التقاط صورة لها، دون أن يعلم أن هذه الصورة ستصبح واحدة من أشهر الصور في تاريخ الفوتوغرافيا.

قوة الصورة وأيقونيتها

  • بعد عودة ماكوري إلى الولايات المتحدة عُرضت الصورة في مجلة "ناشونال جيوغرافيك" في يونيو 1985، على غلافها الرئيسي. 

  • أطلق عليها البعض فورًا لقب "الموناليزا الأفغانية" بسبب القوة الغامضة التي تجسدها عيون الفتاة، والتي ذكرت البعض بالابتسامة الغامضة للموناليزا الأصلية للرسام ليوناردو دا فينشي.

  • الصورة لم تكن مجرد توثيق للمعاناة الأفغانية، بل أصبحت رمزًا لكل من يعاني من ويلات الحروب والنزوح. 

  • كانت العيون الخضراء اللامعة لتلك الفتاة تمثل صرخة صامتة، تنقل للعالم مأساة وطن محطم وشعب يئن تحت وطأة الحروب.

بحث دام سنوات

  • على الرغم من شهرة الصورة، إلا أن هوية الفتاة ظلت غامضة لسنوات طويلة. 

  • لم يكن لدى ستيف ماكوري أي معلومات عن الفتاة التي التقط صورتها في ذلك اليوم، ولم يكن يعرف حتى اسمها الحقيقي. 

  • رغم المحاولات المتكررة من المصور وغيره من الجهات الإعلامية للعثور عليها، إلا أن "الموناليزا الأفغانية" اختفت من الأنظار.

  • لكن في عام 2002، وبعد مرور 17 عامًا على التقاط الصورة قرر فريق من "ناشونال جيوغرافيك" بقيادة ماكوري العودة إلى باكستان والبحث عن شربات جولا. 

  • كانت المهمة صعبة للغاية، لكن بعد تحقيق طويل داخل مخيمات اللاجئين، تمكنوا أخيرًا من العثور عليها. 

  • كانت الآن امرأة في الثلاثينيات من عمرها، متزوجة ولديها أطفال، وعاشت حياة مليئة بالصعوبات مثل معظم الأفغان الذين نزحوا بسبب الحروب.

اللقاء المنتظر

  • عندما عثر الفريق على شربات جولا كانت المفاجأة كبيرة. 

  • على الرغم من مرور السنوات وتغير ملامحها بعض الشيء، إلا أن عينيها ظلتا كما هما، تحملان نفس القوة والغموض اللذين جعلا صورتها أيقونة عالمية. 

  • عندما سألها ماكوري عن حياتها خلال تلك السنوات، قالت إنها لم تكن تعلم شيئًا عن شهرة صورتها، ولم تكن تعلم أن ملامحها قد أصبحت رمزًا عالميًا.

  • في مقابلة معها، تحدثت شربات عن معاناتها وعن سنوات الحرب التي عاشتها، وكيف انتقلت بين أفغانستان وباكستان هربًا من العنف والدمار. 

  • كانت حياتها مليئة بالتحديات، مثلها مثل ملايين اللاجئين الآخرين.

التأثير العالمي للصورة

  • الصورة لم تكن مجرد لقطة جميلة أو فنية، بل كانت تحمل في طياتها رسالة قوية. 

  • لقد ألهمت الصورة العديد من المبادرات الإنسانية، وساهمت في زيادة الوعي العالمي بمعاناة اللاجئين الأفغان. 

  • العديد من المنظمات الإنسانية استخدمت صورة "الموناليزا الأفغانية" لجمع التبرعات وتقديم المساعدة للأفغان الذين عانوا جراء الحروب.

  • كما أثارت الصورة العديد من النقاشات حول حقوق اللاجئين وأهمية توثيق معاناتهم عبر التصوير الصحفي. 

  • تمثل قوة الصورة الفوتوغرافية في نقل قصص العالم المخفية والتي لا يمكن للكلمات وحدها أن تعبر عنها.

إرث "الموناليزا الأفغانية"

  • على مر السنوات استمرت صورة "الموناليزا الأفغانية" في التأثير على العالم. 

  • أصبحت جزءًا من الإرث الفوتوغرافي العالمي، وأيقونة للمعاناة الإنسانية والشجاعة في وجه المحن. 

  • شربات جولا نفسها، التي عاشت حياة مليئة بالصعوبات، أصبحت رمزًا للأمل ولقدرة الإنسان على التحمل في أصعب الظروف.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية